اللمعات | اللمعة الثامنة والعشرون | 512
(465-515)

اُخذت من الدائرة الكلية وذلك لارتباطها بالقوانين الكلية لتلك الدائرة. وتعطى لها صورة كأنها مسألة اصبحت موضع بحث في تلك الدائرة الكلية.
وهكذا ففي ضوء هذين المثالين:
ان مملكة السموات التي هي في غاية البعد، من حيث العاصمة والمركز، فان لها هواتف معنوية تمتد منها الى قلوب الناس في مملكة الارض. فضلاً عن أن عالم السموات لا يشرف على العالم الجسماني وحده بل يتضمن عالم الارواح وعالم الملكوت؛ لذا فعالم السموات يحيط بجهة بعالم الشهادة تحت ستار.
وكذلك الجنة التي هي من العوالم الباقية، وهي دار البقاء، فمع انها في غاية البعد، الاّ ان دائرة تصرفاتها تمتد امتداداً نورانياً وتنتشر الى كل جهة تحت ستار عالم الشهادة.
فكما ان حواس الانسان التي اودعها الصانع الحكيم الجليل بحكمته وبقدرته في رأس الانسان، فعلى الرغم من ان مراكزها مختلفة، فان كلامنها تسيطر على الجسم كله، وتأخذه ضمن دائرة تصرفها.
كذلك الكون الذي هو انسان اكبر يضم الوف العوالم الشبيهة بالدوائر المتداخلة. فالاحوال الجارية في تلك العوالم والحوادث التي تقع فيها تكون موضع النظر من حيث جزئياتها وكلياتها، وخصوصياتها وعظمتها.
بمعنى ان الجزئيات تُشاهد في الاماكن الجزئية والقريبة، بينما الكليات والامور العظيمة تُرى في المقامات الكلية والعظيمة.
ولكن قد تستولي حادثة جزئية خصوصية على عالم عظيم فاينما يُلقى السمع تٌسمع تلك الحادثة.
واحياناً تحشد الجنود الهائلة اظهاراً للعظمة والهيئة وليس لقوة العدو. فمثلاً:

لايوجد صوت