اللمعات | اللمعة التاسعة والعشرون | 533
(516-573)

الباب الثالث
في مراتب
(الله اكبر)

(سنذكر سبعاً من ثلاث وثلاثين مرتبة لهذا الباب، حيث قد ذُكر قسمٌ مهم من تلك المراتب في المقام الثاني من المكتوب العشرين، وفي نهاية الموقف الثاني من الكلمة الثانية والثلاثين، وفي بداية الموقف الثالث منها. فمن شاء أن يطلع على حقيقة هذه المراتب، فليراجع تلك الرسائل).

المرتبة الأولى:
﴿وَقُلِ الحَمْدُ للهِ الذي لَمْ يتخذْ وَلدَاً وَلمْ يَكُنْ لهُ شَريكٌ في المُلكِ وَلمْ يَكُنْ لهُ وَليٌّ مِنْ الذُّلِّ وَكَبرهُ تَكبيراً﴾(الاسراء:111). لبيكَ وَسَعْدَيكَ..
جلَّ جلالُه اللهُ مِنْ كُلِّ شَيءٍ قُدرَةً وَعِلماً، إذْ هُوَ الخَالِقُ البارىءُ المُصَوِّرُ الذي صَنعَ الانسَانَ بقُدرَتهِ كالكَائِنَاتِ، وَكَتَبَ الكَائِنَاتِ بقَلَمِ قَدَرِهِ كَمَا كَتَبَ الانسَانَ بذَلِكَ القَلَمِ. إذْ ذاكَ العَالَمُ الكَبيرُ كَهَذَا العَالَمِ الصغيرِ مَصنُوعُ قُدرَتِهِ مَكتُوبُ قَدَرِهِ. إبدَاعُهُ لِذَاكَ صَيرَهُ مَسْجداً. اِيجَادُهُ لهذا صَيرَهُ ساجِداً. إنْشَاؤُهُ لِذَاكَ صَيرَ ذاكَ مُلكاً. بِنَاؤُهُ لِهذا صَيرَهُ مَملُوكاً صَنْعَتهُ في ذاكَ تَظَاهَرَتْ كِتَاباً. صِبْغَتُهُ في هَذا تَزَاهَرَتْ خِطابَاً. قُدرَتُهُ في ذاكَ تُظهِرُ حِشمَتَهُ. رَحْمَتُهُ في هَذا تَنظِمُ نِعْمَتَهُ. حِشمَتُهُ في ذاكَ تَشْهَدُ هُوَ الوَاحِدُ. نِعْمَتُهُ في هَذا تُعلِنُ هُوَ الأحَدُ. سِكتُهُ في ذَاك في الكُلِّ وَالاَجْزَاءِ سُكونَاً حَرَكَةً. خاتَمُهُ في هَذا في الجِسمِ وَالاَعْضآءِ حُجَيْرَةً ذَرَّةً.
فَانْظُرْ إلى آثَارهِ المُتسِقَةِ كيفَ تَرى كَالفَلَقِ سَخَاوَةً مُطْلَقَةً مَعَ انْتِظَام مُطْلَقٍ، في سُرْعَةٍ مُطْلَقَةٍ مَعَ اتزَانٍ مُطلَقٍ، في سُهُولةٍ مُطْلَقَةٍ مَعَ اتْقَانٍ

لايوجد صوت