اللمعات | اللمعة التاسعة والعشرون | 537
(516-573)

وَالبُذُورُ وَالاثْمَارُ، والحُبُوبُ وَالازهَارُ، مُعجِزَاتُ الحِكمَةِ. خَوَارِقُ الصنْعَةِ. هَدَايا الرَّحْمَةِ. بَرَاهينُ الوَحْدَةِ. شَوَاهِدُ لُطفِهِ في دارِ الآخِرَةِ. شَوَاهِدٌ صَادِقَةٌ بأنَّ خَلاَّقِهَا عَلى كُلِّ شىءٍ قَديرٌ. وَبِكُلِّ شىءٍ عَلِيمٌ. قَدْ وَسِعَ كُلَّ شىءٍ بِالرَّحْمَةِ وَالعِلْمِ وَالخَلْقِ وَالتدْبيرِ وَالصنْعِ وَالتصْوِيرِ. فَالشمسُ كَالبَذرَةِ وَالنجْمُ كَالزَّهْرَةِ وَالاَرضُ كَالحَبةِ لاتَثْقُلُ عَلَيهِ بِالخَلْقِ وَالتدْبيرِ وَالصنعِ وَالتصْويرِ. فَالبُذُورُ وَالاَثْمَارُ مَرَايا الوَحْدَةِ في اَقْطَارِ الكَثْرَةِ. إشَاراتُ القَدَرِ. رُمُوزَاتُ القُدْرَةِ بِأنَّ تِلكَ الكَثْرةَ مِنْ مَنْبَعِ الوَحْدَةِ، تَصْدُرُ شَاهِدَةً لِوَحْدَةِ الفَاطِرِ في الصنْعِ وَالتَصْويرِ. ثمَّ الى الوَحْدَةِ تَنْتَهي ذَاكِرَةً لِحِكمَةِ الصانِعِ في الخَلْقِ وَالتدْبيِرِ. وَتلْوِيحاتُ الحِكْمَةِ بِأنَّ خَالِقَ الكُلِّ بِكُليةِ النظَرِ الى الجُزْئيِّ يَنْظُرُ، ثمَّ إلى جُزْئِهِ. إذْ إنْ كانَ ثَمَرَاً فَهُوَ المقْصُودُ الا ظهَرُ مِنْ خَلقِ هَذا الشجَرِ. فَالبَشَرُ ثَمَرٌ لِهَذِهِ الكَائِنَاتِ، فَهُوَ المَقْصُودُ الاَظْهَرُ لِخَالِقِ المَوْجُودَاتِ. والقَلبُ كَالنوَاةِ، فَهُوَ المِرآةُ الانْوَرُ لِصَانِعِ المَخْلُوقَاتِ. وَمِنْ هذِهِ الحِكْمَةِ فَالانسَانُ الاَصْغَرُ في هذِهِ الكَائِناتِ هُوَ المَدَارُ الاَظْهَرُ للنشْرِ وَالمحَشْرِ في هذِهِ المَوجُوداتِ، وَالتخْريبِ والتبْديلِ وَالتحويلِ وَالتجْديدِ لِهَذِهِ الكَائِناتِ.

الله أكبَرُ يَا كَبيرُ أنت الذي لا تَهدِي العُقُولُ لِكُنْهِ عَظَمَتِهِ.

كهِ لا إلَهَ إلاّ هُوَ بَرَابَرْمي زَنندْ هَرْشىء
دَمَادَمْ جُو يَدَنْدْ: (ياحَقْ) سَرَاسَرْ طوَيَدَنْدْ: (يا حَيّ)

لايوجد صوت