وَالقُوَّةُ المُطلَقَةُ في مَعْدَنِ ضَعْفِهَا.. وَالقُدْرَةُ المُطلَقَةُ في مَنبَعِ عَجْزِها.. وَالحَياةُ الظَاهِرَةُ في جُمُودِها.. وَالشُعُورُ المُحيطُ في جَهْلِها.. وَالانتِظامُ المُكَملُ في تَغَيراتِها المُسْتَلزِمُ لِوُجُودِ المُغَيرِ الغَيرِ المُتَغَير.. وَالاتفاقُ في تَسْبِيحَاتِها كَالدوائِرِ المُتَدَاخِلَةِ المُتحِدَةِ المَرْكَزِ.. وَالمَقْبُوِليةُ في دَعَوَاتِها الثلاثِ (بِلسانِ استعدادها، وبِلسانِ احتِيَاجَاتِها الفِطريةِ، وبِلسانِ اضطِرارِها).. وَالمُناجاة وَالشهوداتُ وَالفُيُوضاتُ في عِباداتِهَا.. وَالاِنتِظامُ في قَدَرَيها.. وَالاِطْمِئنَانُ بِذِكرِ فاطِرِها.. وَكَونُ العِبادَةِ فيها خَيْطَ الوُصْلَةِ بَينَ مُنْتَهاها وَمَبْدَئِها.. وسَببِ ظُهُورِ كَمَالِها وَلِتَحَققِ مَقَاصِدِ صانِعِها..
وَهكَذا بِسائِرِ شُؤوناتِها وَاحْوَالها وَكَيفِياتها شاهِداتٌ بِاَنها كُلها بِتَدبيِرِ مُدَبرٍ حَكيم واحِدٍ.. وفي تَربِيَةِ مُرَبٍ كَريم اَحَدٍ صَمَدٍ.. وَكُلهَا خُدَّامُ سَيدٍ واحدٍ.. وتَحتَ تَصَرُّف متصرِّفٍ واحدٍ.. وَمَصدَرُهَا قُدْرَةُ واحِدٍ الذي تَظاهَرتْ وَتكاثَرَتْ خَواتِيمُ وَحْدَتِهِ على كُلِّ مَكتُوبٍ مِنْ مَكتُوبَاتِهِ في كُلِّ صَفحَةٍ مِنْ صَفَحَاتِ مَوجُودَاتِهِ.
نَعَمْ: فَكُلُّ زَهرَةٍ وَ ثَمَرٍ، وَكُلُّ نَبَاتٍ وَشَجَرٍ، بَل كُلُّ حَيَوانٍ وَحجَرٍ، بَل كُلُّ ذَرٍّ وَمَدَرٍ، في كُلِّ وَادٍ وَجبَلٍ، وكُلِّ بادٍ وَقَفْرٍ خاتَمٌ بَينُ النقشِ وَالاَثر، يُظْهِرُ لِدِقةِ النظرِ بِأنَّ ذا ذاكَ الاثر هُوَ كاتب ذاكَ المَكانِ بِالعِبَرِ؛ فَهُوَ كاتِبُ ظَهْرِ البَرِّ وَبَطْنِ البَحْرِ؛ فَهُوَ نَقاشُ الشمْسِ وَالقَمَرِ في صَحيفةِ السَّموَاتِ ذاتِ العِبَرِ. جَلَّ جَلالُ نَقاشِها الله أكْبَرُ.
كهِ لا إلهَ إلاّ هُو. برابرْمِى زَندْ عالمْ
المرتبة الخامسة(1):
-----------------
(1) لقد وضحت هذه المرتبة في ذيل الموقف الأول من الكلمة الثانية والثلاثين، وفي المقام الثاني من المكتوب العشرين. – المؤلف.