بِسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيمِ
اللهُمَّ إني اُقَدِّمُ إلَيكَ بَينَ يَديَ كُلِّ نِعْمَةِ وَرَحمَةٍ وَحِكمَةٍ وَعِنَايَةٍ، وبَينَ يَديَ كُلِّ حَيَاةٍ وَمَمَاتٍ وَحَيوَانٍ وَنبَاتٍ، وَبينَ يَدَي كُلِّ زَهرَةٍ وَثمَرةٍ وَحبةٍ وَبذرَةٍ، وَبَينَ يَدَي كُلِّ صَنعَةٍ وصِبغَةٍ ونِظامٍ وَميزَانٍ، وبينَ يَدي كُلِّ تَنظيم وَتوزيِنٍ وتَمييزٍ في كُلِّ المَوجُودَاتِ وَذَرَّاتِها، شَهادَةً نَشهَدُ(1) أنْ:
--------------------
(1) في هذه الشهادات حكمان: احدهما يدل على الوحدانية، وهو قوله: (لا اله الاّ الله) والآخر، يثبت وجود ذلك الواحد، وهو الاسماء التي تبدأ بـ(هو). فكلما ورد ضمير (هو) فهو جواب لسؤال مقدّر. وكأنه يقال: كيف نعرف ذلك الاله الواحد؟ فيجيبه مثلاً بقول: (هو السميع البصير) فيقول في هذا: ان هناك مَن يرى ويسمع حاجات هذه الموجودات وادعيتها فيخلق ماتطلبه ويفعل ماتريده. وهكذا مثل هذه الآثار، تثبت الافعال الإلهية، وتلك الافعال تثبت اسماءً كالسميع والبصير، وتدل تلك الاسماء على وجود موصوفاتها. فجميع هذه الجمل تسير على هذا المنوال، فتثبت بالآثار الافعال، وبالافعال الاسماء، وبالاسماء وجود واجب الوجود. – المؤلف.