اللمعات | اللمعة التاسعة والعشرون | 550
(516-573)

لآ إلهَ إلاّ اللهُ المَلِكُ الحَقُّ المُبينُ مُحَمدٌ رَسُولُ اللهِ صَادِقُ الوَعدِ الاَمينُ..
الفصل الثاني
ان هذه السطور الخمسة او الستة من التمجيد والتعظيم التي تعتبر فاتحة اوراد الصباح لدى معظم الاقطاب. وعلى الاخص الشيخ الطيلاني، قد اصبحت كنواة لسلسلة فكرية طويلة. وانبتت سنبلاً معنوياً من قبيل الاشارة الى تسع وتسعين مرتبة من مراتب المعرفة والتوحيد.
وقد ذكرت هنا تسع وسبعون مرتبة من تلك المراتب التسع والتسعين، وهي تتوجه في كل فقرة من تلك الاشارات، الى الذات الإلهية المقدسة بجهتين:
الأولى: انها تشهد على الله سبحانه بالحال الحاضرة المشهودة، فيعبر عن ذلك المعنى بعبارة (لله شهيد).
الثانية: انها تدلّ بعبارة (على الله دليل) على اشارة السلسلة التي تظهر بتعاقب الأمثال بعضها وراء بعض.

-----------------

(1) وفحوى هذه الفقرة والتي تليها من الفقرات، الآتي:
ان كنت تريد معرفة ذلك، فانظر! ان ما عرفه جميع العارفين الذين أتوا في نوع البشر، بدلائلهم المختلفة وطرقهم المتباينة هو (معروف) واحد. فذلك المعروف هو الإله الواحد، فيظهر، وجود من يعرفه اهل المعرفة الذين لا يحصيهم العدّ بوجوه لاتعد ولاتحصى، وضوحاً ظاهراً كالشمس: وكذا، ان العابدين الذين لايحصرهم العدّ في نوع البشر لعبادتهم معبوداً واحداً وجنيهم الثمرات المعنوية ازاء تلك العبادات، وحظوتهم بالمناجاة والفيوضات، يدل على وجود ذلك المعبود بتواتر مضاعف. وهكذا فقس على سائر الفقرات. – الـمؤلف.

لايوجد صوت