اللمعات | اللمعة التاسعة والعشرون | 552
(516-573)

وَالتَربيةُ للهِ شَهيدٌ. وَالتدبيرُ عَلى اللهِ دَليلٌ
وَالتَصويرُ للهِ شَهيدٌ. وَالتنظمُ عَلى اللهِ دَليلٌ
وَالتزيينُ للهِ شَهيدٌ. وَالتوزينُ عَلى اللهِ دَليلٌ
وَالاِتْقانُ(3) للهِ شَهيدٌ. وَالجُودُ عَلى اللهِ دَليلٌ
وَالخَلقُ للهِ شَهيدٌ. وَالاِيجادُ الدَّائِمُ عَلى اللهِ دَليلٌ
وَالحَكْمُ للهِ شَهيدٌ. وَالاَمرُ عَلى اللهِ دَليلٌ
وَالمَحاسِنُ للهِ شَهيدٌ. وَاللطائِفُ عَلى اللهِ دَليلٌ
وَالمَحامِدُ للهِ شَهيدٌ. وَالمَدائِحُ عَلى اللهِ دَليلٌ
وَالعبادَاتُ للهِ شَهيدٌ. وَالكَمالاتُ عَلى اللهِ دَليلٌ
وَالتحياتُ(1) للهِ شَهيدٌ. وَالبَركاتُ عَلى اللهِ دَليلٌ

----------------

(2) الاقضية: كما ان الحالة الحاضرة والمقادير المخصوصة والمنتظمة للجزئيات تشهد على وجود الفاطر الحكيم، فان زوال الامور الكلية وزوال الجزئيات الذي يتم بتقدير وبمقدار منتظم – والذي عبر عنه ب(التقدير) – يدل كذلك على وجود ذلك الفاطر الحكيم. وكأن الانتظامات المقتضية تشهد على ان مناوبة الحياة والموت وتجلي القدر والتقدير المنتظم في مناوبة الإحياء والاماتة، كلها تدل على وجوده سبحانه. فمثلاً (التربية) تعني ادارة وجود الشىء ضمن شرائطه. و(التدبير) يعني تغيير ذلك. فلكل منهما دلالة مختلفة. وتستطيع ان تقيس سائر الفقرات على هذا. – المؤلف.
(3) الاتقان: هو الصنع باهتمام وجودة. واللطائف: اريد بها صور المحاسن المعنوية والمثالية بزوال صورها المشهودة. او المراد بها: محاسن تلك السلسلة المتعاقبة.
المحامد: المراد انواع الحمد الحاضرة. والمدائح: هي الاثنية الثابتة الدائمة، وكأنها اثنية منبعثة من سلسلة الامثال المحيطة بالمحامد الماضية والمستقبلة.
الكمالات: تعني الكمالات التي تستلزم المعبودية. أي حتى اذا ذهب العابدون بعباداتهم فان الكمالات التي تقتضي المعبودية باقية. وهي – أي الكمالات – تسوق الى العبادة بدلاً عن السلاسل الماضية. – المؤلف.
(1) التحيات: أي أن جميع ذوي الحياة من حيث اظهارها آثار حياتها ضمن دائرة المراد الإلهي اظهاراً منتظماً، ترحب وتهنىء صنعة صانعها الجليل. بمثل ما اذا صنع شخص ماكنة خارقةً بديعة ركب على رأسها اجهزة لتسجيل الصوت والتصوير، وتعمل بنفسها، فتتحدث وتكتب وتخابر بصورة ذاتية، وعملت تلك الماكنة على الوجه الذي يريده صانعها واعطت نتائجها الحسنة. فكما ان الناظر الى تلك الماكنة يبارك ويهنىء ذلك الرجل قائلاً: ماشاء الله بارك الله ! ويمنحه هدايا معنوية. كذلك اجهزة تلك الماكنة باظهارها النتائج المقصودة منها واظهار اثارها على أكمل وجه، انما تشكر وتقدر وتحيي  وهكذا ففي رأس كل ذي حياة آلات واجهزة كبيرة ومختلفة كاجهزة تسجيل الاصوات والتقاط الصور والبرقيات والهواتف.
وهي باظهارها ما في خلقها من مقاصد ونتائج على أكمل وجه وأتمه، انما تعلن عن تسبيحاتٍ لصانعها وعن كمال صنعته التي تعبر عنها بـ(التحيات) باستحساناتها وتهليلاتها وتكبيراتها وهداياها المعنوية.
أما نحن فبقولنا (التحيات) انما نتذكر تلك التحيات ونقدمها الى الحضرة الإلهية تعبيراً عن انفسنا، واللسان بحد ذاته جهاز من تلك الاجهزة فأولى النتائج المطلوبة منها أن يكون مترجماً لهذه التحيات. – المؤلف.
صانعها بلسان حالها، وتقدّم التهاني والتبريك بقولها.. ما شاء الله معنىً.

لايوجد صوت