الفاني السافل ويمنحه نوعاً من البقاء، ويجعله بماكنة الحياة لطيفاً مهيئاً للمضي الى العالم الباقي ..
• ثم ان وجهي الحياة، اي المُلك والملكوت، صافيان طاهران لا نقص فيهما، ساميان وهي - أي الحياة- مخلوق خاص متميز عن كل خلق آخر لم توضَع لها الاسباب الظاهرة حُجباً بينها وبين تصرفات القدرة الإلهية - كما هي في سائر الاشياء - وذلك ليكون أمر صدورها من يد القدرة الربانية مباشرة دون حُجب أو وسائط..
• . وحقيقة الحياة نورانية تتطلع الى الاركان الايمانية الستة وتثبتها معنىً ورمزاً، اي:
• انها تثبت وجود واجب الوجود سبحانه وحياته السرمدية..
• والدار الآخرة وحياتها الدائمة..
• ووجود الملائكة.. وتتوجه توجهاً كاملاً الى اثبات سائر الاركان الايمانية وتقتضيها.
• وهي أصفى خلاصة مترشحة من الكائنات كلها كما أنها أعظم سِرّ يولّد الشكر والعبادة والحمد والمحبة التي هي أهم المقاصد الإلهية في الكون واهم نتيجة لخلق العالم هذا.
تأمل هذه الخصائص المهمة القيّمة للحياة والبالغة تسعاً وعشرين خاصية، ودقق النظر في مهماتها السامية الشاملة، ثم انظر من وراء اسم المحيي الى عظمة اسم (الحي) وادرك كيف ان اسم (الحي) هو اسم الله الاعظم من حيث هذه الخصائص العظيمة للحياة، ومن حيث ثمارها ونتائجها، وافهم ايضاً ان للحياة غاية كبرى كبرَ الكون ونتيجة عظمى بعظمته ما دامت هي اعظم نتيجة لهذه الكائنات واعظم غاية واثمن ثمرة؟ لأن الثمرة مثلما هي نتيجة الشجرة، فنتيجة الثمرة شجرة قادمة بوساطة بذرتها.
نعم، ان غاية هذه الحياة ونتيجتها هي الحياة الابدية، كما ان ثمرة من ثمارها هي الشكر والعبادة والحمد والمحبة تجاه واهب الحياة (الحي المحيي) وان هذا الشكر والمحبة والحمد والعبادة هي ثمرة الحياة كما انها غاية الكائنات.