ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | لاسيما | 78
(57-79)

كلا، بل كل الاسماء المتجلية في تدبير الكائنات، تقتضيها بل تستلزمها.
الحاصل: ان مسألة الحشر مسألة قد اتفق عليها:
الحقُ سبحانه بجماله وجلاله وجميع اسمائه..
والقرآنُ المبين المتضمن لإجماع كل كتب الانبياء والاولياء والاصفياء..
واكملُ الخلق محمد الامين عليه الصلاة والسلام، الحامل لسرّ اتفاق ذوي الارواح النيّرة الصافية العالية، من الرسل والنبيين ومن اهل الكشف والصديقين..
وهذه الكائنات بآياتها، حتى ان لكلٍ من هذه الموجودات كلاً وجزءً وكلياً وجزئيا، وجهين:
فوجه؛ ينظر الى خالقه وفي ذلك الوجه ألسنةٌ كثيرة، تشهد وتشير الى الوحدانية..
ووجه آخر؛ ينظر الى الغاية والآخرة، وفي هذا الوجه ايضاً ألسنةٌ كثيرة تدل وتشهد على الدار الآخرة واليوم الآخر.
مثلا: كما تدل انت بوجودك في حُسن صنعةٍ، على وجوب وجود صانعك ووحدته.. كذلك تدل بزوالك بسرعة مع جامعية استعدادك الممتد آمالهُ الى الابد على الآخرة، فتأمل!..
وقد يتحد الوجهان. مثلا: ان ما يشاهد على كل الموجودات من انتظام الحكمة، وتزيين العناية، وتلطيف الرحمة، وتوزين العدالة، وحسن الحفظ؛ كما تشهد على الصانع الحكيم الكريم الرحيم العادل الحفيظ، كذلك تشير بل تصرح بحقانية الآخرة وبقرب الساعة وبتحقيق السعادة.
اللهم اجعلنا من اهل السعادة واحشرنا في زمرة السعداء وادخلنا الجنة مع الابرار بشفاعة نبيك المختار.

لايوجد صوت