ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | قطرة | 116
(80-146)

الحمد لله على نور الايمان الذي ارانا ملجأ، محسناً، كريماً، ودوداً، رؤوفاً، رحيماً؛ اذ الايمان هو المنوّر لنا الحياة الابدية، والمبشر المضئ لنا السعادة الابدية، وهو المحتوي على نقطتي الاستناد والاستمداد، وهو الدافع لحجاب المأتم العمومي عن وجه الرحمة المرسَلة على وجه الكائنات، وهو المزيل للآلام الفراقية عن اللذائذ المشروعة باراءة دوران الامثال، ويديم النعم معنىً باراءة شجرة الانعام..
وكذا يبدّل نور الايمان ما يُتوهم من الكائنات اعداءاً أجانب امواتاً موحشين؛ ويحولها أودّاء اخواناً احياء مؤنسين.
وكذا يصور ذلك النور كلَّ الكائنات ومجموع الدارين مملؤاً من الرحمة هديةً لكل مؤمن حقاً - بلا مزاحم - يستفيد من جميعها بوسائطها وحواسها المتنوعة الكثيرة الموهوبة، فحُقَّ له وعليه ان يقول: (الحمد لله على كل مصنوعاته) . ولازمٌ له وواجب عليه ان لايرضى بمَن ليس كل الكائنات في يده يهديها لمن يشاء، رباً ومعبوداً ومحبوباً ومقصوداً..
الحمد لله رب العالمين على رحمته على العالمين التي هي سيدنا محمدy، اذ به وبرسالته استثبت واستقر ما انطفأ تحت كثافة الفلسفة ما في سائر الاديان من انوارفكر الالوهية.. وكذا برسالته تظاهر للبشر مرضيات رب العالمين.. وكذا به اهتدى البشر الى الايمان الذي هو نور الكون والوجود..
الحمد لله على نعمة الاسلامية التي هي مرضيات رب العالمين؛ اذ الاسلام هو الذي أرانا ما يرضى به ويريده ويحبه ربُّنا وربُّ العالمين ورب السموات والارضين.
الحمد لله على نور الايمان المستضئ بضياء: بسم الله الرحمن الرحيم؛ لابد للحامد أن ينظر من النعمة الى الاِنعام، ليرى ان المُنعم أبصرُ به واقربُ منه اليه يتعرّف بالانعام، ويتوَدّد بالاحسان، ويتحبب

لايوجد صوت