الحمد لله الذي تحمِد له وتثني عليه باظهار صفاته الكمالية هذه العوالمُ بجميع ألسنتها الحالية والقالية؛ اذ العوالم بانواعها، واركانها، واعضائها، واجزائها، وذراتها، واثيرها؛ بألسنةِ حدوثها وإمكاناتها، واحتياجاتها، وافتقاراتها، وحكمتها، وصنعتها، ونظامها، وموازنتها، واتقانها، وكمالاتها، وعباداتها، وتسبيحاتها.. ألسنات مسبّحات تاليات لأوصاف جلاله بانه: هو الله الواجب الوجود القديم السرمدي الأبدي الواحد الاحد الفرد الصمد العزيز الجبار المتكبر القهار.. وكذا حامداتٌ تاليات لأوصاف جماله قائلات بان: خالقنا رحمن، رحيم، رزاق، كريم، جواد، ودود، فياض، لطيف، محسن، جميل.. وكذا ذاكرات تاليات لأوصاف كماله ناطقات - قالاً وحالاً - بان خالقنا ومالكنا: حيٌّ، قيوم، عليم، حكيم، قدير، مريد، سميع، بصير، متكلم، شهيد.. وكذا ألسنات تاليات لاسمائه الحسنى المتجلية في الكائنات.
ثم، الحمد لله الذي تحمده وتسبح له وتثني عليه باظهار صفاته الكمالية هذه الكائناتُ بجميع ما فيها؛ اذ هذا الكتاب الكبير بجميع ابوابه وفصوله وصحفه وسطوره وجُمَله وحروفه؛ بحكمتها وصنعتها بصفاتها ونقوشها، كلٌ بقدرِ نسبته مظاهرٌ متفاوتة ومرايا متنوعة لتجليات بوارق اوصاف جلاله واضواء اوصاف جماله وانوار اوصاف كماله واشعات اسمائه الحسنى..
الحمد لله على نعمة الوجود الذي هو الخير المحض، وعلى نعمة الحياة التي هي كمال الوجود، وعلى نعمة الايمان الذي هو كمال الحياة بل حياة الحياة..
الحمد لله على نور الايمان المزيلِ عنا ظلمات الجهات الستة، والمنوّر الجهات الافاقية والانفسية، والنَيِّرِ الذي فيه الانوار الستة ومنه الاضواء الثلاثة المنعكسِ من شمس معرفة سلطان الازل.
الحمد لله على الايمان بالله، اذ به يخلص الروح من ظلمات الأعدام ووحشة الاكوان ومن المأتم العمومي، ومِن، ومِن، ومِن، ومِن، ومِن الى ما لايحد مِن الاهوال المحرقة للروح..