ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | قطرة | 118
(80-146)

هذا الباب قسمان: هذا القسم الاول بغاية الاجمال، والقسم الثاني فيه ايضاح تام

القسم الاول

بسم الله الرحمن الرحيم
الله اكبر.. من كل شئ، اذ هو القدير على كل شئ، بقدرة لانهاية لها بوجه من الوجوه، تتساوى بالنسبة اليها الذراتُ والنجومُ والجزءُ والكلُ والفردُ والنوعُ بسرّ: ﴿مَا خَلْقُكُمْ ولابَعْثُكُم إلاّ كَنَفسٍ واحِدَةٍ﴾(لقمان:28).
نعم! ان الذرة والجزء والفرد ليست بأقل جزالةً من النجم والنوع والكل.
الله اكبر.. اذ هو العليم بكل شئ بعلمٍ لانهاية له بوجه من الوجوه لازمٍ(1) ذاتي للذات، فلايمكن ان ينفكَّ عنه شئ بسر الحضور.. وما في الكائنات من الحكمة العامة، والعناية التامة، والشعور المحيط، والاقضية المنتظمة، والاقدار المثمرة، والآجال المعينة، والارزاق المقنّنة، والرحمات المتنوعة، والاتقانات المفننة، والاهتمام المزين..
شاهدات على احاطة علمه تعالى بكل شئ بسر: ﴿ألا يَعلَمُ مَنْ خَلَق وهُو اللّطيفُ الخَبيرُ﴾(الملك:14) جل جلاله.
الله اكبر.. اذ هو المريد لكل شئ؛ اذ تردد الكائنات بين الامكانات الغير المحدودة، ثم تنظيمها بهذا النظام وموازنتها بهذا الميزان، وخلقُ المختلفات المنتظمة - كالشجر باوراقها وازهارها ثمراتها مثلاً

--------------------------------------------

(1) كلزوم الضياء المحيط للشمس، ولله المثل الاعلى

لايوجد صوت