ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | قطرة | 121
(80-146)

ان قلت: ما معنى (الله اكبر) من كل شئ. ماقيمة (الممكن) حتى يقال: (الواجب) اكبر منه؟ اين (الخالقين.. والراحمين) غيرهُ تعالى حتى يُقال (احسنُ الخالقين) و (ارحم الراحمين)؟
قيل لك: اي: ماكان منه اكبرُ واعلى، وما كان له احسنُ وأولى، وما كان به اعظمُ واجلُّ. وهو في ذاته اكبرُ من كل ما يتصوره العقول.. وكذا لابد ان يكون اكبر في قلوبكم وأهم من كل مقاصدكم ومطالبكم.. وكذا اكبر واعظم من ان يستره ويحجبه حجاب الكائنات.
واما (احسن الخالقين) ! اي: هو في ذاته احسنُ من الخالقين الذين في مرايا العقول بتجلي صفة الخالقية فيها، كالشمس في المرايا. يقال: الشمسُ في ذاتها انورُ من تماثيلها المنورين في المرايا.. وكذا احسنُ في مرتبة وجوبه من الخالقين الموهومين في فرض الاوهام.. وايضاً نظرنا الوهمي الظاهري لما يرى الاثار من الاسباب ويتوهم الخالقية، اي: هو احسنُ خالقاً بلا حجاب الاسباب، فلابد ان يُتَوَجّه اليه بالذات، ولا يُبالى بالاسباب الظاهرية.. وكذا ان نسبة المفاضلة تنظر الينا والى الاشياء التي تتعلق بنا، لافي نفس الامر، كما يُقال لنفرٍ في وظيفة جزئية: السلطانُ احسن واعظم. اي: مدخله في وظيفتك هذه أزيد؛ فلابد ان تلاحظه ازيد من سائر امرائك الظاهرية.
الله اكبر واجلّ من ان تحيط به الافكار والعقول.. وارفع وانزه من ان يناله العجز والقصور.. وهو الكامل المطلق في ذاته، وصفاته، وافعاله، جل جلاله..

***

لايوجد صوت