ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | قطرة | 112
(80-146)

وكذا النحلة تصارع الاسباب - ولو عظمت - بالاستناد بمالكه الحقيقي.
واذا قيل عند المصيبة ﴿إنّا لله وإنّا الَيهِ رَاجِعُونَ﴾(البقرة:156) فمعناه: المالُ له، وأنا في أمره، وإليه اذهبُ، ما عليّ لو لم اقصّر في حفظه. مثلُه كمثل نفرٍ هجم على ما في يده من مال السلطان بعضُ الناس. يقول النفر: انا وما معي للسلطان واليه اذهب، فان كان بإذنه فلا عليّ.. واما اذا نظر بنظر توهم التملك انقلبت الشفقةُ ناراً محرقة لمن له قلب؛ اذ يصير كل الحيوانات مثل اليتيم المذكور ويُرى في الكون مأتماً عمومياً..



الباب الثاني(1)
في
سبحان الله

بسم الله الرحمن الرحيم
سُبحان الله القادر المطلق بالقدرة الذاتية، والغني المطلق المتقدس المتنزّه عن العَجز والاحتياج.
سُبحانَ الله الكامل المطلق في ذاته، وصفاته، وافعاله، المتقدس المتنزّه عن القصور والنقصان؛ اذ كمال آثاره دالٌّ على كمال افعاله، وهو على كمال اسمائه، وهو على كمال أوصافه، وهو على كمال

------------------------

(1) [ايضاح هذا الباب الثاني الذي يخص (سبحان الله) في اللمعة العربية التاسعة والعشرين وفي مواضع عدة من رسائل النور، لذا جاء هنا مختصراً] المؤلف.

لايوجد صوت