ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | ذيل الحبة | 233
(232-245)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله على نعمةِ الايمان والاسلام، بِعدَدِ قطراتِ الامطار، وأمواجِ البحار وثَمراتِ الاشجار، ونُقوش الازهار ونَغماتِ الاطيار، ولَمعاتِ الانوار، والشُكرُ لهُ على كُلٍّ نِعمهِ في الاطوار، بعدد كُلِّ نِعمهِ في الادوار.
والصلاة والسّلامُ على سيّد الأبرار والأخيار مُحمّدٍ المختار، وعلى آلهِ الاطهارِ وأصحابه نُجومِ الهداية ذوي الانوار، مادامَ اللّيلُ والنهار..
اعلم! ان المسافر كما يُصادف في سيره منازلَ، لكلِّ منزلٍ شرائط تخصّهُ.. كذلك للذاهب في طريق الله مقامات ومراتب وحالاتٌ وحُجبُ واطوار، لكل واحدٍ طورٌ يَخصهُ؛ مَن خلَطَ غلطَ. كمثل مَن نزل في قرية اسطبلاً سمع فيه صهيل الفرس، ثم في بلدٍ نزل قصراً فسمع تَرَنُّم العندليب، فتوهم الترنم صهيلاً، واراد ان يستمع منه صهيل الفرس مغالطاً لنفسه.
اعلم! ان مما زيّن في عينك هذه الحياة تلألؤ تماثيل نجوم الهداية من اماثل الاسلاف في مرآة الدنيا(1)، بسرّ: أن المستقبل مرآة الماضي، والماضي يلتحق بالبرزخ - بمعناه - ويُودع صورته ودنياه في مرآة الاستقبال والتاريخ واذهان الناس. مثلك في حب الحياة بحبهم كمثل مَن صادف في وجه طريقه مرآة عظيمة فرأى فيها تماثيل رفقائه واحبابه الذاهبين الى الشرق (مغرّبين في المرآة) فيتوحش من

-----------------

(1) اي ان الصورالجميلة والنماذج الطيبة لاولئك الائمة العظام تحبب لك هذه الدنيا (ت:123).

لايوجد صوت