ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | ذيل الشعلة | 429
(428-431)

وان ما يشاهد من الجود المطلق في السهولة المطلقة، في السرعة المطلقة، في الاتقان المطلق، مع ارادة التعرف التام.. مع محبة ذي الجمال مشاهدةَ جماله المطلق وكماله المطلق، وتشهيرهما.. ومع الرحمة المطلقة، والغناء المطلق بشهادة الآيات التكوينية.. ومع وجود مالا يحد ولا يعد من الناظرين المتفكرين المشاهدين المعتبرين.. يقتضي - بهذه الاسباب - بلاشك وجود انواع الحوينات والطويرات ايضا، بل اَولى، اذ الصغيرُ الادق اقربُ الى الوجود.. والى القدرة النورانية..
اعلم ! يا (انا) اذا كان نفسك احب اليك، لانها اقرب اليك من كل شئ؛ فلابد ان يكون ربك احب اليك منك؛ اذ هو اقرب اليك من نفسك. الا ترى ان ما لا يصل اختيارُك وخيالك اليه من اسرار ما رُكّب فيك، هو حاضر مشاهَد لربك..
اعلم ! انه لا تصادف؛ فانظر الى الرياض واستمع كيف تقرأ على الناظر بنهاية الانتظام في غاية الاختلاط، وكمال الامتياز في كمال امتزاج اشتاتِ الاشياء.. آيات حكمة الصانع العليم المحيط..
اعلم ! انك ان لم تُوَحِّدْ بنسبة كل شئ الى الواحد، تضطر الى فرض وجود آلهة بعدد تجليات الله على جميع افراد الانواع في العالم. كما اذا اغمضت عينيك عن الشمس، وتغافلت عنها، وقطعت عنها نسبةَ الشُميسات المتلمعات في قطرات وجه البحر بتجليها، اضطررت الى قبول وجود شموس بالاصالة فيها بعدد تلك القطرات. مع ان القطرة لا تسع اصغر مصباح، فكيف بسراج العالم!!
اعلم ! انه يشاهد للمدقق؛ ان طوائف المخلوقات واصناف المصنوعات تتسابق بالرقابة والاشتياق الى التبرّج والتزين، للعرض والظهور، لنظر شاهد جليل يشاهدها كلها، ودائما، وبجميع دقائق محاسنها؛ اذ المصنوعات تظهر بالمشاهدة هيئة تتضمن مالا يتناهى من لطائف اتقان الصنعة الجالبة لنظر الدقة، والاستحسان والحيرة..

لايوجد صوت