ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | ذيل الشعلة | 431
(428-431)

رسوله عليه الصلاة والسلام؛ (انه خلق الخلق ليُعرف)(1).. أي صوّر مرايا ليشاهد فيها تجليات جماله المحبوب لذاته بذاته..
اعلم ! ايها الفاني كفاك بقاءً، انك مشهوده في علمه ومعلومه في شهوده بعد فنائك من بعض الوجوه. (ياهو) اعط كل شئ لصاحبه الحقيقي وانسبه اليه. وخذه باسمه. ثم استرح، والا اضطررت الى قبول آلهة بعدد تجليات الله كما مر آنفاً. بل بعدد ذرات الكائنات كما مر مراراً ايضا. وكذا بعدد اجزاء التراب.. اذ اي جزء من التراب تراه يصلح لحصول ما لا يعد من المصنوعات المنتظمة المتنوعة.
فسبحان من تنزّه عن الاشباه ذاته.
وتقدست عن مشابهة الامثال صفاتُه.
ودلّت على وحدانيته مصنوعاته.
وشهِدت بربوبيته آياته.
واحاط بكل شئ علمُه وقدرته.
جل جلاله. ولا اله الاهو ..

* * *

------------------

(1) وهذا مقارب بالمعنى ماورد (كنت كنزاً لا اعرف فاحببت ان اعرف فخلقت خلقاً فعرفتهم لي فعرفوني): لا يعرف له سند صحيح ولا ضعيف الاّ ان على القاري قال : ولكن معناه صحيح مستفاد من قوله تعالى ﴿وما خلقت الجن والانس الاّ ليعبدون﴾ اي ليعرفوني كما فسره ابن عباس رضي الله عنهما. (كشف الخفاء 2 / 132 باختصار).

لايوجد صوت