فما هذا التهالك بالمسابقة للظهور، متزينةً الاّ لاجل العرض لنظر لايتناهى. وما هو الا نظر الشاهد الازلي الذي خَلَقَ الخلق ليشاهد في مرايا اطوارها جلوات انوار جماله وجلاله وكماله.. ثم يستشهد عليها شهداء تعرّف اليهم، باراءة ذلك الكنز الخفي.
فاعلى غايات وجود الشئ واغلى حقوق حياة الحي ؛ هو المشهودية والظهور لنظر فاطره، بمظهريته لآثار اسمائه. والذّ لذائذ هذه الحياة، هو الشعور بهذا الشهود..
واما الظهور لانظار اخوانه من المخلوقات، فهو ايضا غاية. لكن نسبتها الى الغاية الاولى، كنسبة المتناهي الى غير المتناهي..
واما ما اشتهر بين الناس من (حق الحياة) وهو حفظ الحياة مع نوع راحة ؛ فاقل واصغر وادنى واحقر من ان يكون جزءاً من ملايين اجزاء (حق الحياة) تلك الحياة التي هي من أعلى واغلى واعجب واغرب والطف واشرف معجزات قدرة الحي القيوم الاحد الصمد. بل ماهو الا وسيلة وانما يتشرف ما بقي وسيلةً. فاذا ترقى الى المقصدية، سقط بالزوال هباءً منثوراً..
اتظن ايها الغافل! ان غاية عجيب صنعة الرمانة مثلا، هي اكلُك ومضغك في دقيقة بغفلة.. كلا، بل انما هي كلمة افادت معناها للمكوّن سبحانه، وللكون؛ فوفّت فتوفّت فدفنت مِن فيكَ فيك، ويكفي من الزمان والبقاء لهذه الغاية آن سيال، فلا عبثية.
وكذا فاعلم ان من له جمال فائق، فلذته الحقيقية في المشاهدة لجماله شهوداً بالذات، وشهوداً باراءة مصنوعاته لمخلوقاته فيشهدونها.. فيشهد ايضا في شهودهم بشهودهم..
واما لذة التفوق بملاحظة الغير فغيرذاتية، بل عرضية ضعيفة، ومشوبة مخصوصة بالامور النسبية..
واما ذو الكمال الذاتي والجمال الحقيقي المجرد السرمدي، المحبوب لذاته، لذاته الذي له المثل الاعلى، فقد اخبرنا على لسان