الفرق الرابع: يحصر الأولياء نظرهم في الحق تعالى ثم ينظرون نظراً تبعياً ثانوياً الى المخلوقات بينما الآخرون يحصرون نظرهم أولاً وبالذات في المخلوقات.
الفرق الخامس: ان الاولياء عبّاد الله ومحبوه بينما الفلاسفة يعبدون أنفسهم وهواهم، فاين الثرى من الثريا.. واين الضياء الساطع من الظلمة الدامسة.
تنوير:
لو افترض - مثلاً - ان الكرة الأرضية قد تشكلت من قطع زجاجية صغيرة جداً ومختلفة الالوان، فلا شك ان كل قطعة ستستفيض من نور الشمس حسب تركيبها وجرمها ولونها وشكلها.
فهذا الفيض الخيالي ليس الشمس بذاتها ولا ضياؤها بعينه.
فلو نطقت ألوان الازهار الزاهية المتجددة والتي هي تجليات ضياء الشمس وانعكاسات ألوانه السبعة، لقال كل لون منها:
ان الشمس مثلي. او ان الشمس تخصّني انا.
آن خيالاتــى كـه دام اولياسـت عكس مهروبان بستان خداست(1)
ولكن مشرب أهل وحدة الشهود هو: الصحو والتمييز والانتباه، بينما مشرب اهل وحدة الوجود هو: الفناء والسكر. والمشرب الصافي هو مشرب الصحو والتمييز.
(تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في ذاته فانكم لن تقدروا)(1)
--------------------
(1) اى: (ان الخيالات التي هي شِباكُ الاولياء انما هي مرآة عاكسة تعكس الوجوه النيرة في حديقة الله) والبيت لجلال الدين الرومي في مثنويه ج1 / 3 .
(1) حديث حسن : اخرجه الطبراني في الاوسط 6456 واللالكائي في السنة 1 / 119 /1-2 والبيهقي في الشعب 1 / 75 ( الاحاديث الصحيحة 1788 وله شواهد اخرى حسنة). وانظر المجمع 1 / 81 وحلية الاولياء 6 / 66 - 67 وصحيح الجامع الصغير 2972و 2973.