ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | نقطة | 447
(432-450)

وهكذا فشهادة هذه البراهين الاربعة العظيمة القاطعة تدلنا على: ان الخالق الجليل كما انه واجب الوجود، ازلي، واحد، أحد، فرد، صمد، عليم، قدير، مريد، سميع، بصير، متكلم، حي، قيوم، فهو متصف كذلك بجميع الاوصاف الجلالية والجمالية، لأن ما في المخلوقات من فيض الكمال انما هو مقتبس من ظل تجلي كمال خالقه الجليل، فبالضرورة يوجد في الخالق سبحانه من الحسن والجمال والكمال ما هو أعلى بدرجات غير متناهية وبمراتب مطلقة من عموم ما في الكائنات من الحسن والكمال والجمال. ثم ان الخالق سبحانه منزّه عن كل النقائص، لأن النقائص انما تنشأ عن افتقار استعداد ماهيات الماديات وقابلياتها، وهو سبحانه وتعالى منزّه عن الماديات مقدس متعال عن لوازم واوصاف نشأت عن امكان ماهيات الكائنات.
﴿ليس كمثله شئ وهو السميع البصير﴾(الشورى: 11).
فسبحان من اختفى لشدة ظهوره.
سبحان من استتر لعدم ضده.
سبحان من احتجب بالاسباب لعزته.
• سؤال: ما ترى في (وحدة الوجود)؟
الجواب: انه استغراق في التوحيد، وتوحيد ذوقي لا ينحصر في نظر العقل والفكر؛ اذ ان شدة الإستغراق في التوحيد - بعد توحيد الربوبيةوتوحيد الألوهية - يُفضي الى وحدة القدرة، اي: لا مؤثرفي الكون الاّ الله. ثم يؤدي هذا الى وحدة الادارة، وهذا يسوق الى (وحدة الشهود) ثم الى (وحدة الوجود). ومن بعدها رؤية وجود واحد ثم الى رؤية موجود واحد... فشطحات علماء الصوفية التي هي من قبيل المتشابهات لا تقام دليلاً على هذا المذهب. فالذي لم تتخلص روحهُ من تأثير الاسباب ولم تتجرد من دائرتها اذا ما تكلم عن وحدة الوجود يتجاوز حدّه. والذين يتكلمون به انما حصروا نظرهم في (واجب الوجود) حصراً بحيث تجرّدوا عن الممكنات فاصبحوا لا يرون الاّ

لايوجد صوت