ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | نقطة | 444
(432-450)

ذلك الاحالة الى العقل في خواتيم الآيات وفواصلها. فينبه العقل ويحرك الوجدان في امثال هذه الآيات:
﴿..أو لا يعلمون﴾ ﴿.. أفلا تتذكرون﴾ ﴿.. فاعتبروا.. ﴾.
الدليل القرآني الثاني: هو دليل الاختراع. وخلاصته:
ان الله تعالى اعطى لكل فرد، ولكل نوع، وجوداً خاصاً، هو منشأ آثاره المخصوصة، ومنبع كمالاته اللائقة، اذ لانوع يتسلسل من الازل. لأنه من الممكنات ولبطلان التسلسل. وان الحقائق لا تنقلب بل ثابتة، والانواع المتوسطة لا تدوم سلاسلها، أما تحول الاصناف فهو غير انقلاب الحقائق، اذ ما يسمّونه من تغير صور المادة ما هو الاّ حادث، لأن حدوث بعضها مشهود، وبعضها الآخر يثبت بالضرورة العقلية. فالقوى والصور من حيث انها عرضية لاتشكل التباين الجوهري الموجود في الانواع. فلا يكون العرض جوهراً. ففصائل الانواع اذاً وميزات عموم الاعراض وخواصها قد ابدع واخترع من العدم البحت، اما التناسل في السلسلة فهو من الشرائط الاعتبارية الاعتيادية. فيا عجباً كيف تستوعب اذهان الضلالة أزلية المادة - وهي تنافي الازلية قطعاً - بينما تعجز تلك الاذهان عن ادراك ازلية الخالق الجليل التي هي من ألزم صفاته الضرورية؟
ثم كيف وجدت الذرات المتناهية في الصغر قوةً وثباتاً بحيث تقاوم اوامر القدرة الالهية، وتبقى ازلية، بينما الكون بعظمته منقاد الى تلك الاوامر انقياد طاعة وخضوع؟ وكيف يسند الابداع والايجاد - وهما من خواص القدرة الالهية - الى أعجز شئ وأهونه وهو الاسباب؟.
فالقرآن الكريم يرسخ هذا الدليل في آياته التي تبحث عن الخلق والايجاد، ويقرر: ان لا مؤثر الاّ الله وحده. فالاسباب لا تأثير لها تأثيراً حقيقيا، وانما هي ستائر امام عزة القدرة وعظمتها، لئلا يرى

لايوجد صوت