ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | نقطة | 442
(432-450)

فاذا ما شوهد هذا البرهان العظيم من جميع جوانبه لعُلم يقيناً ان الذي يعلنه واثق كل الثقة، من نتيجته - وهي التوحيد - ومطمئن اطمئناناً لا يشوبه تردد قط، اذ يبني جميع الامور على هذه النتيجة الرصينة، بل يجعلها حجر الزاوية لكل شئ في الوجود.. فمثل هذا الاساس الراسخ لا يمكن ان يكون تكلفاً وتصنعاً البتة، بل يجعل الاعجاز الباهر على هذا البرهان مستغنياً عن تصديق الآخرين له، فانباؤه كلها صدق، ثابتة وحق وحقيقة بنفسها.
نعم! ان الجهات الست لهذا البرهان المنير شفافة رائقة، فعليه الاعجاز الظاهر، وتحته: المنطق والدليل، وفي يمينه: استنطاق العقل، وفي يساره: استشهاد الوجدان، أمامه وهدفه: الخير والسعادة في الدنيا والآخرة، نقطة استناده: الوحي المحض.. أفيجرأ وهمٌ ان يقتحم هذا الحصن الحصين ؟
وهناك اصول اربعة للعروج الى عرش الكمالات وهو (معرفة الله) جلّ جلاله:
اولها: منهج الصوفية، المؤسس على تزكية النفس والسلوك الاشراقي.
ثانيها: منهج علماء الكلام المبني على (الحدوث والامكان) في اثبات واجب الوجود.
ومع ان هذين الأصلين قد تشعبا من القرآن الكريم، ألاّ أن البشر قد افرغهما في صور شتى، لذا اصبحا منهجين طويلين، وذوي مشاكل فلم يبقيا مصانين من الاوهام والشكوك.
ثالثها: مسلك الفلاسفة المشوب بالشكوك والشبهات والاوهام.
رابعها واولاها: طريق القرآن الكريم الذي يعلنه ببلاغته المعجزة، وبجزالته الساطعة، فلا يوازيه طريق في الاستقامة والشمول، فهو اقصر طريق الى الله، واقربه الى الله، واشمله لبني الانسان.

لايوجد صوت