ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | نقطة | 440
(432-450)

نفسه بالطبيعة بسبب تغافله عن الخالق الجليل، فيضطر الى خداع نفسه بنفسه ويتيه في مثل هذه الامور الخارجة عن منطق العقل.
والشريعة الالهية اثنتان:
احداهما: الشريعة الآتية من صفة الكلام التي تنظم افعال العباد الاختيارية.
والثانية: الشريعة الآتية من صفة الارادة التي تسمى بالاوامر التكوينية والشريعة الفطرية وهي محصلة قوانين عادات الله الجارية في الكون.
فكما ان الشريعة الاولى عبارة عن قوانين معقولة، فان الشريعة الثانية ايضاً عبارة عن مجموع القوانين الاعتبارية، والتي تسمى - خطأ - بالطبيعة فهذه القوانين لاتملك التأثير الحقيقي ولا الايجاد، اللذين هما من خواص القدرة الالهية.
ولقد شرحنا - أثناء بياننا التوحيد - ان كل شئ مرتبط بالاشياء جميعاً، فلا شئ يحدث من دون الاشياء جميعاً. فالذي يخلق شيئاً قد خلق جميع الاشياء، لذا فليس الخالق لشئ الاّ الواحد الأحد الصمد. بينما الاسباب الطبيعية التي يسوقها أهل الضلالة هي متعددة، فضلا عن انها جاهلة لا يعرف بعضها بعضاً. علاوة على انها عمياء، وليس بين يديها الاّ المصادفة العمياء.. فـ ﴿قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون﴾(الانعام: 91).
الخلاصة: ان الاعجاز الباهر الظاهر في النظام والتناسق والاطراد المشاهد في كتاب الكون الكبير - وهو برهاننا الثاني على التوحيد - يظهر بوضوح تام كالشمس الساطعة ان الكون وما فيه ليس الاّ آثار قدرة مطلقة وعلم لا يتناهى وارادة ازلية.
• سؤال: بم يثبت النظام والانتظام والتناسق ؟.

لايوجد صوت