ملحق أميرداغ -1 | المكتوب السابع والعشرون | 16
(1-85)

اخوتي الاعزاء الصديقين!
ان الأطفال الابرياء هم في مقدمة الذين سيكونون طلاباً حقيقيين لرسائل النور، وذلك وفق ما تقتضيه فطرتهم وتتطلبه الأوضاع الراهنة. لأن الطفل الذي لم يتلق في صغره درساً ايمانيا قويا يصعب عليه بعد ذلك أن يقر في روحه أركان الايمان والاسلام، بل يكون ذلك عسيراً عليه، شأنه شأن تقبل غير المسلم الاسلام، بل يستغرب من الاسلام اكثر منه، ولا سيما إن لم ير والديه على دين وتقوى، وربى ذهنه بالعلوم الدنيوية وحدها.
ففي هذه الحالة، يستثقل ذلك الطفل والديه بدل أن يبرّ بهما، ويكون بلاء عليهما، ويترقب موتهما! أما في الآخرة فلا يكون شفيعاً لهما، بل مدعياً عليهما قائلاً: "لِمَ لَمْ تنقذوا ايماني بتربيتي على الاسلام؟".
فبناء على هذه الحقيقة:
فان أسعد الأطفال هم أولاء الذين دخلوا ضمن دائرة رسائل النور، فيكونون أبناءبررة للوالدين وخداماً أمناء لهم، يقومون بين يديهم بالاحترام والتوقير اللائقين بهما، ويسجلون باعمالهم الصالحة حسنات في سجل حسنات والديهم بعد وفاتهم.. وفي الآخرة يكونون لهما شفعاء، كل حسب درجته.
ان القسم الثاني من طلاب النور: هم النساء اللائي يشعرن بحاجتهن الى رسائل النور في فطرتهن. ولاسيما من كان لهن شئ من التجافي عن الدنيا، وربما العزوف كلياً عنها، حيث قد بلغن من العمر مبلغاً.
فرسائل النور تكون لهن غذاء معنوياً؛ لأن احدى أسس رسائل النور، "الشفقة" التي هي من مظاهر اسم الله "الرحيم" وهي الخميرة والجوهر الخاص المغروز في فطرة النساء وميزتهن الأصيلة.
والقسم الثالث: هم المرضى والشيوخ المحتاجون الى رسائل النور- ولو بصورة غير فطرية - كحاجتهم الى الخبز والدواء. وذلك لأن رسائل النور توضح لهم الحياة الباقية وضوح الشمس في رابعة النهار، فضلا عن بيانها ماهية الحياة الدنيا من حيث فنائها. فالذين تأذت حياتهم الدنيوية بالمرض او بالشيخوخة والذين يظنون الموت اعداماً ابدياً، بما احاطت بهم من غفلة وضلالة. . فهؤلاء جميعاً بحاجة الى رسائل النورلما يجدون فيها من السلوان

لايوجد صوت