والعزاء ونور الرجاء،حتى يفضّل لديهم المرض والشيخوخة على الصحة والشباب.
سعيد النورسي
[نجاهد بنور القرآن]
اخواني الأعزاء الصدّيقين!
ان في موسم الصيف هذا، وفي زمن الغفلة هذا، وفي فترة الانشغال بهموم العيش، وفي اوان نيل الثواب الكبير من العبادات التي تؤدى في هذه الشهور الثلاثة، والصراع السياسي العاصف الذي يعصف في أرجاء الأرض كافة، دونه الصراع بالسلاح.. في هذه الأثناء إن لم تكن هناك صلابة في منتهى القوة وثبات راسخ على اداء وظيفة النور المقدسة فسوف يعتري فتور وتعطل وتوقف في العمل. مما هو ليس بصالح رسائل النور.
اخوتي الاعزاء!
اعلموا يقيناً ان الوظيفة التي ينشغل بها طلاب رسائل النور مسألة أجلّ وأعظم من أعظم مسائل الكرة الارضية قاطبة، فلا تفتروا في مهمتكم الباقية، ملتفتين الى مسائل دنيوية مثيرة للاهتمام، اقرأوا كثيراً "المسالة الرابعة" من رسالة "الثمرة" كيلا تخور عزائمكم وتضعف قوتكم المعنوية.
نعم! ان جميع المسائل العظمى التي ينهمك بها أهل الدنيا انما تدور ضمن الدستور الظالم، دستور الجدال والصراع وفي نطاق الحياة الفانية، بابشع صورها واظلمها حتى يضحى في سبيلها بالمقدسات الدينية حصولاً على حطام الدنيا، لذا يلقيهم القدر الالهي في عذاب جهنم معنوية من خلال جرائمهم التي يرتكبونها.
اما رسائل النور وطلابها فان ما يسعون اليه وما هم مكلفون بادائه من مهمة انما هو لحياة باقية خالدة بدلاً من هذه الفانية. وهو اظهار حقيقة الموت أنه ستار امام الحياة الباقية، ذلك الجلاد الذي يرهبه عبدة الدنيا أشد رهبة..
ومن ثم اثبات ذلك بيقين جازم كمن يثبت حاصل ضرب الاثنين في اثنين يساوي أربعاً