فقد أظهرت رسائل النور هذه الحقيقة الى الآن؛ من ان الموت أو الأجل ليس الاّ ستاراً ووسائل لبلوغ أهل الايمان السعادة الأبدية.
حاصل الكلام:
ان أهل الضلالة يكافحون في سبيل حياة دنيوية مؤقتة، اما نحن فنجاهد الموت بنور القرآن، لذا فان أعظم مسألة في نضالهم - لانها مؤقتة - لا تعادل أصغر مسألة من مسائلنا، لانها متوجهة الى البقاء والخلود..
وحيث انهم لا يتنازلون -ببلاهتهم- ويربأون بأنفسهم عن التدخل في مسائلنا العظمى، فلِمَ نتتبع بلهفة مسائلهم الصغيرة على حساب وظيفتنا المقدسة؟.
تدبروا في هذه الآية الكريمة:
﴿..لا يضركم من ضلّ اذا اهتديتم﴾(المائدة: 105) بمعنى: ان ضلال الآخرين لا يضر هدايتكم، فلا تنشغلوا بها. وتأملوا في الدستور المهم من دساتير اصول الشريعة: (الراضي بالضرر لا ينظر له). أي: لا ينظر بعين العطف والشفقة لمن رضي بنفسه الضرر.
فما دامت الآية الكريمة والدستور القويم يمنعاننا من العطف على الراضين بالضرر على علم. فلابد ان نحصر أوقاتنا وجميع قوتنا واهتمامنا في وظيفتنا المقدسة. ولابد أن نعد كل ما هو خارج عنها اموراً لا تعنينا بشئ، فلا نضيّع وقتنا بها. لأننا نملك النور وحده، لا المطرقة والصولجان، فلا يبدر منا تعدٍ على حقوق أحد قطعاً، ولكن اذا ما اعتدي علينا، نظهر النور ونبينه. فنحن في حالة نوع من دفاع نوراني.
[الحقيقة القرآنية في الرسائل]
ان اجزاء رسائل النور قد حلّت أكثر من مائة من أسرار الدين والشريعة والقرآن الكريم، ووضحتها وكشفتها وألجمت اعتى المعاندين الملحدين وافحمتهم، واثبتت بوضوح كوضوح الشمس ما كان يظن بعيداً عن العقل من حقائق القرآن كحقائق المعراج النبوي والحشر الجسماني، اثبتتها لأشد المعاندين