ملحق أميرداغ -1 | المكتوب السابع والعشرون | 45
(1-85)

ثانياً:
يسأل اخونا علي الصغير ذو الروح العالية، وهو بطل الميامين، وبمنـزلة عبدالرحمن ولطفي والحافظ علي سؤالا ورد جوابه في مئات من المواضع من رسائل النور.
والسؤال هو:
لِمَ هذا الحشد الهائل من البراهين والادلة حول اركان الايمان في رسائل النور؟ فان ايمان المؤمن العامي هو كايمان الولي العظيم.. هكذا سمعنا من علمائنا السابقين!
فالجواب: ان مباحث المراتب الايمانية المذكورة في رسالة "الآية الكبرى".. وكذا ما قاله مجدد الألف الثاني الامام الرباني وقضى به: "أن أهم نتيجة للطرق الصوفية كافة هي انكشاف الحقائق الايمانية وانجلاؤها. وان وضوح مسألة ايمانية واحدة وانكشافها لهو أرجح من ألف من الكرامات".. وكذا ما جاء في أواخر "الآية الكبرى".. وكذا المسألة العاشرة - من رسالة الثمرة - المستلهمة من الملاحق التي تبين حكمة التكرار في القرآن الكريم وسبب اكثاره من حشد البراهين حول اركان الايمان ولاسيما التوحيد.. تلك الحكمة القرآنية جارية ايضا بتمامها في تفسيره الحقيقي، رسائل النور.. وهذا هو الجواب.
ثم ان اقسام الايمان المتضمنة للايمان التحقيقي والتقليدي والاجمالي والتفصيلي وثبات الايمان أمام جميع الشبهات والهجمات الشرسة التي يشنها الكفر.. قد تولت رسائل النور ايضاحها، فذلك الايضاح لا يدع لنا حاجة الى مزيد للاجابة عن سؤال اخينا العزيز.
الجهة الثانية من المسألة:
ان الايمان لا ينحصر في تصديق اجمالي وتقليدي وحده، بل له انجلاء ومراتب كثيرة جدا كالمراتب الموجودة بين البذرة النامية الى الشجرة الباسقة أو كالمراتب الموجودة بين انعكاس الضوء من المرآة الصغيرة في اليد الى انعكاسه من سطح البحر بل الى انعكاسه من الشمس نفسها.
فإن للايمان حقائق غزيرة جداً اذ ترتبط حقائق كثيرة لأنوار ألف اسم واسم من الاسماء الحسنى، ولسائر أركان الايمان بحقائق الكون. حتى اتفق أهل

لايوجد صوت