الحقيقة على أن أجلّ العلوم قاطبة وقمة المعرفة وذروة الكمال الانساني انما هو في الايمان والمعرفة القدسية السامية المفصلة والمبرهنة النابعة من الايمان التحقيقي.
نعم ان الايمان التقليدي معرّض لهجمات الشبهات والاوهام. أما الايمان التحقيقي فهو أوسع منه واقوى وأمتن وله مراتب كثيرة جدا.
ومنها: مرتبة علم اليقين التي تقاوم الشبهات المهاجمة بقوة مافيها من براهين. بينما الايمان التقليدي لا يثبت أمام شبهة واحدة.
ومنها مرتبة عين اليقين التي تضم مراتب كثيرة جداً بل لها مظاهر بعدد الاسماء الالهية حتى تجعل الكون يتلو ايات الله كالقرآن الكريم.
ومرتبة اخرى منها هي مرتبة حق اليقين .. وهذه تضم مراتب كثيرة جداً. فصاحب هذا الايمان لا تنال منه جيوش الشبهات اذا هاجمته.
ولقد اوضح علماء الكلام الطريق العقلي والمبرهن لتلك المعرفة الايمانية، وذلك في الوف من مجلدات مؤلفاتهم المستندة الى العقل والمنطق.
أما أهل الحقيقة والتصوف فقد أوضحوا تلك المعرفة الايمانية من جهة اخرى وبشكل آخر في مئات من كتبهم المستندة الى الكشف والذوق.
أما المنهج القرآني المعجز، ذلك المنهج الأقوم فقد أوضح الحقائق الايمانية والمعرفة الالهية والمقدسة ايضاحاً أرفع بكثير واسمى بكثير واقوى بكثير مما اوضحه اولئك العلماء والاولياء.
فرسائل النور انما تفسر هذا المنهج القرآني الاقوم الجامع الرفيع. وبه تتصدى للتيارات الفاسدة المضلة المدمرة والواردة على القرآن الكريم للاضرار -في سبيل عوالم العدم- بالاسلام وبالانسانية منذ الف سنة.
فلا ريب انها -اي الرسائل- بحاجة ماسة الى حشد براهين لا حد لها امام اولئك الاعداء غير المحدودين، كي تتمكن من ان تكون وسيلة -بهذه البراهين المفاضة من القرآن- للحفاظ على ايمان المؤمنين.
فلقد ورد في الحديث الشريف: