ملحق أميرداغ -1 | المكتوب السابع والعشرون | 62
(1-85)

وجماله جميع أجزاء الكون.. فلو حاول الانكار لحال دونه الكون باجمعه، فيخرس، ويبقى وحيداً سائباً معزولاً شارداً دون سند.
اما الايمان، فلقد علّمنا القرآن الكريم انه: التصديق القلبي بوجود الخالق جل وعلا بصفاته المقدسة وباسمائه الحسنى، مستنداً الى شهادة الكون جميعاً.
انه - أي الايمان - تطبيق لما جاء به الرسل الكرام - عليهم السلام - من أوامره سبحانه وتعالى ونواهيه..
واذا سوّلت للانسان نفسه أمراً، فدونه باب الاستغفار والانابة.. اما ان يقترف كبيرة من الكبائر بلا اهتمام ولا مبالاة بالأوامر، ودون استغفار وانابة، فلا شك ان ذلك دليل خلوه من الايمان.

[حول محبة آل البيت]
اخي العزيز المحترم!
لقد قرأت باهتمام وانعام نظر رسالتكم المستفيضة التي هي بمثابة بحث كامل، والغزيرة بالعلم ودقة الملاحظة وحرارة الشوق، فاقول مقدماً:
ان الامام علياً رضي الله عنه هو استاذ رسائل النور، وهو الذي يولي اهتماماً بالغاً برسائل النور في قصيدته "البديعة" باشارات رمزية، وهو استاذي الخاص في الحقائق الايمانية.
وان محبة آل البيت قد نصّ عليها القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿قُل لا أسئلكم عليه اجراً الاّ المودّة في القربى﴾(الشورى:23) هذه المحبة اساس في مسلكنا وفي رسائل النور. ويلزم الاّ يكون لدى الطلاب الحقيقيين لرسائل النور أي ميل نحو معاداتها. فالضلالة والزندقة تستغل الاختلاف في هذا العصر، حتى أن هناك تيارات قوية تجعل اهل الايمان في حيرة من امرهم حيث تُبدل الشعائر الاسلامية ويُشنّ هجوم عنيف على القرآن والايمان، لذا لا ينبغي فتح باب المناقشة في الامور الفرعية الجزئية التي تسبب الاختلاف ازاء هذا العدو اللدود.
وكذا لايلزم قطعاً ذم الذين ارتحلوا وذهبوا الى الآخرة ودار الجزاء. فليس من مقتضى محبة آل البيت - المأمورون نحن بحبهم - بيان تقصيرات اولئك بياناً

لايوجد صوت