ملحق أميرداغ -1 | المكتوب السابع والعشرون | 63
(1-85)

لاجدوى منه بل فيه ضرر.. لاجل كل هذا فقد منع اهلُ السنة والجماعة مناقشة الفتن التي وقعت زمن الصحابة الكرام رضي الله عنهم.
ولإشتراك الذين بُشّروا بالجنة كالزبير وطلحة وكذلك اُمنا عائشة الصديقة رضي الله عنهم اجمعين في واقعة الجمل، فقد حكم اهل السنة والجماعة على تلك الواقعة؛ انها نتيجة الاجتهاد، وان سيدنا علياً رضي الله عنه كان محقاً وعلى صواب والآخرون ليس لهم الحق. ولكن لأن الامر ناشئ من الاجتهاد فهم معفوون. ثم انهم - اي اهل السنة والجماعة - يرون ان مناقشة امر البغاة في حرب صفّين فيها ضرر، اذ تثير المناقشة نزعتين متضادتين هما: نزعة تقف ضد محبة آل البيت، واخرى تغلو في حبهم "كالرافضة" فيتضرر الاسلام نتيجة ذلك.
لقد قال امام علم الكلام سعد الدين التفتازاني أنه: "يجوز لعن يزيد" وامثاله من الظالمين كالحجاج والوليد. ولكن لم يقل أن "اللعن واجب، او فيه خير وفضيلة، او فيه ثواب واجر" لان الذين ينكرون القرآن الكريم ويجحدون بالرسولy ويرفضون صحبة الصحابة الكرام للرسولy كثيرون جداً لايعدون ولايحصون. وهم يصولون ويجولون امامنا.
ومن المعلوم شرعاً أن المرء ان لم يتذكر احداً من الذين يستحقون اللعنة ولم يلعنهم فليس في هذا بأس قط، لان الذم واللعنة ليسا كالمدح والمحبة، فهما لايدخلان في الاعمال الصالحة، وان كان فيهما ضرر فهو ادهى.
وفي الوقت الحاضر، استغل المنافقون بعض العلماء فأثاروا فيهم نزعة -ضد أهل البيت- علماً ان العلماء هم المأمورون بالحفاظ على الاسلام والحقائق الايمانية، حتى وصل بهم الأمر الى مهاجمة أهل الحقيقة واتهامهم بانتحالهم نزعة التشيع، ونشب العداء بينهما بحيث أنزل اولئك المنافقون ضربتهم القاضية بالجهتين معاً، وذلك باستعمال كل منهما ضد الآخر ووضعه في مجابهته. فهؤلاء الذين يسعون في انزال الضربة القاضية بالاسلام ماثلون امامنا.. وقد دوّنتَ جزءاً من هذا في رسالتك وانت تعلم يا اخي ان اخبث الوسائل المؤثرة على رسائل النور وعليّ بالذات -والمستعملة حالياً- قد وجدوها لدى العلماء.
ان بعض العلماء الذين تلوثوا بالبدع، يمكنهم أن ينزلوا ضربتهم بك وبطلاب النور متذرعين باجتهادكم الناشئ من محبة آل البيت والذي لا داعي لإظهاره في الوقت الحاضر، فهؤلاء يتسترون بالوهابية الحاكمة على الحرمين الشريفين حيث تتداول فيما بينهم -منذ أمد بعيد في استانبول- كتب ملفتة

لايوجد صوت