ملحق أميرداغ -1 | المكتوب السابع والعشرون | 65
(1-85)

فتأسفت قائلاً: اواه..! ودعوت الله: اللهم ياربنا ارفع المناقشة التي بين هذين الاخوين القادمين الينا من ارضروم، ليكونا معاونين لى في خدمتنا للايمان.
وكما جاء في رسالة الاخلاص:
"ان اهل الايمان والحقيقة في زماننا هذا ليسوا بحاجة الى الاتفاق الخالص فيما بينهم وحده، بل مدعوون ايضاً الى الاتفاق حتى مع الروحانيين المتدينين الحقيقيين من النصارى فيتركوا مؤقتاً كل مايثير الخلافات والمناقشات دفعاً لعدوهم المشترك المتعدي" لان الكفر المطلق يشن هجوماً عنيفاً. فارجو من غيرتك الدينية، وتجاربك في حقل العلم، وعلاقتكم القوية برسائل النور، ان تسعى لنسيان ماجرى بينكم وبين "صبري". اصفح عنه وسامحه، لان "صبري" لم يفكر بعقله بل بما سمع من مناقشات لا طائل من ورائها جرت بين علماء سابقين. فانت اعلم بان الحسنة العظيمة تكفّر عن سيئات كثيرة.
نعم ان اخانا "صبري" قد خدم النور خدمة عظيمة حقاً وبوساطتها خدم الايمان خدمة جليلة بحيث تكفّر عنه ألفاً من اخطائه.
فارجو ان تنظرو الى المسألة من زاوية نجابتكم، ومن زاوية خدماته العظيمة للنور وان تعدوه اخاً رفيقاً في خدمة النور.
ان قسماً من الصحابة قد ظهروا في الجهة المخالفة للامام علي في تلك الفتن نتيجة الأخذ بالعدالة النسبية (الاضافية) واتباعاً للرخصة الشرعية بدلاً من أن يكونوا مع الامام عليٍ الذي ألزم نفسه الاخذ بالعدالة الحقيقية (المحضة) والاخذ بالعزائم الشرعية مع مسلكه المتسم بالزهد الشديد والاستغناء عن الناس والتقشف، فاولئك الصحابة الكرام قد تركوا مسلك الامام علي ودخلوا في الصف المخالف له نتيجة هذا الاجتهاد حتى ان "عقيل" وهو اخو الامام علي و "ابن عباس" الملقب بحبر الامة كانا في الصف المخالف للامام لفترة. ولاجل كل هذا فقد اتخذ اهل السنة والجماعة القاعدة الاساسية الشرعية وهي عدم جواز فتح ابواب تلك الفتن فقالوا: "من محاسن الشريعة سدّ ابواب الفتن": وقد طهّر الله ايدينا فنطهر ألسنتنا(1). لانه: ان كان هناك بضعة افراد يستحقون الاعتراض عليهم، الاّ ان هذه النزعة، نزعة الانحياز الى جهة يسوق الى الاعتراض على اجلاّء الصحابة الكرام ممن هم من العشرة المبشرين بالجنة كالطلحة والزبير رضي الله عنهم وحتى على قسم من اهل البيت ممن هم في

------------------------------------------------------------------------

(1) (طهر الله ايدينا فنطهر ألسنتنا) من قول عمر بن عبدالعزيز، انظر اليواقيت والجواهر للشعرانى /2 69 وشرح جوهرة التوحيد للباجوري 334 - المترجم.

لايوجد صوت