ملحق أميرداغ -1 | المكتوب السابع والعشرون | 67
(1-85)

لذا فاني احمل - مضطراً - حالة روحية تدفعني الى عدم الالتفات الى الحياة السياسية وإيثار حياة الاسر المعذب طوال عشرين سنة التي خلت. وعدم مراجعة الحكومة - سوى دفاعاتي امام المحاكم - لئلا يرد نقص الى خدمة الايمان وحفاظاً على الاخلاص من الانثلام بل لم اهتم بأخبار الحرب العالمية ولم اذكّر احداً بها طوال عشر سنوات، لئلا اتلوث بالسياسة. ان هناك ضرورة الآن انقاذ اهل الايمان من لدغات ثعابين ماردة تهاجمهم هجوماً شرساً من حيث حقائق الايمان وتنفث سمومها القاتلة في الكثيرين امام انظارنا...
فما دام الوضع هكذا، فان الانسلاخ من هذا الزمان الحالي والذهاب الى عصور سابقة ومشاهدة الظلم الرهيب الواقع على اهل البيت، يسحق روحي اكثر ، ويفتّ في القوة المعنوية ويعذبني عذاباً لا يوصف.
ان الدستور الغادر للسياسيين الظلمة الذين هو : "يُضحى بالفرد لأجل الجماعة" له وقائع واحداث قاسية ظالمة تحت اسم "أهون الشرين" الذي اتخذه بعض الحكام نوعاً من انواع العدالة الاضافية (النسبية) وابرزوه لمصلحة ادامة حكمهم. حتى في هذا العصر بموجب هذا الدستور الغادر يفني احدهم قرية كاملة بخطأ شخص واحد فيها، ويهلك الوف الناس لتوهم ضرر قد يلحق بسياستهم من جراء معارضة عشرة اشخاص...
وحيث ان هذا الدستور الغادر للسياسة قد دخل الى حد ما بين المسلمين في العصور الاسلامية، فقد آثر السلف الصالحون السكوت - مضطرين - أمام هذه الدساتير الرهيبة، فسدّ ائمة اهل السنة والجماعة تلك الابواب بقولهم: طهّر الله ايدينا فنطهّر ألسنتنا.
وما دام الذين ظلموا اهل البيت يرون عقابهم الآن في الآخرة عقاباً أليماً بما لايدع حاجة الى معاونتنا بالهجوم على الظلمة، وينال اهل البيت المظلومون - ثواب ما قاسوا من عذاب موقت - درجة عظيمة لا تبلغها عقولنا لسعتها ورفعتها، فالأولى اذن تهنئتهم بألوف التهاني من حيث نيلهم تلك الرحمة الواسعة وليس التألم لحالهم الآن. اذ مثلما انهم حازوا ملايين المراتب والسعادات الباقية في الآخرة، مقابل بضع سنين من المتاعب والآلام، كذلك اصبح كل منهم سيداً وسلطاناً معنوياً واماماً في عالم الحقيقة بدلاً من سلطنة دنيوية فانية في مدة حياتهم الدنيوية وحاكميتها الموقتة وسياستها المضطربة، التي لا اهمية لها، وصاروا أئمة الاولياء والاقطاب بدلاً من ولاة الولايات. ففوزهم هذا هو فوز عظيم بملايين أضعاف مراتب الدنيا.

لايوجد صوت