ان هذا الحزب الذي تقوم انت بمهمة سكرتاريته عليه مهمة أمام الشعب وهي:
ان الامة التركية ومن معها من اخوة الدين الحاملين لراية الاسلام منذ ألف سنة جعلوا الامة الاسلامية قاطبة ممتنة لها ببطولتها وصانوا الوحدة الاسلامية، و نجّوا البشرية بالقرآن العظيم وحقائق الايمان من الكفر المطلق والضلال الرهيب.
فإن لم تتبنّوا حالياً - ببسالة كالسابق - الحقائق القرآنية والايمانية، وان لم تقوموا وانتم اهل الغيرة بالحث على الحقائق القرآنية والايمانية مباشرة بدل قيامكم خطأ في عهد سابق بالدعاية للمدنية الغربية واضعاف الروح الدينية، فاني احذركم وأنذركم قطعاً، وابين ذلك بحجج قاطعة:
ان العالم الاسلامي سينفر من هذه الامة بدلاً من ان يوليها المحبة بل سيضمر العداوة لأخيه البطل، الامة التركية، وستقهرون امام الفوضى والارهاب الذي يتستر تحت ستار الكفر المطلق الذي يسعى لإبادة العالم الاسلامي، وستكون سبباً في تشتيت هذه الامة التركية التي هي قلعة العالم الاسلامي وجيشه البطل، وستمهدون لإستيلاء الغول الوحش، الشيوعية، على هذه البلاد.
نعم ان هذه الامة البطلة لا تصمد امام صدمات التيارين الرهيبين الآتيين من الخارج الاّ بقوة القرآن.
فلا يصد هذا التيار الجارف، تيار الكفر المطلق والاستبداد المطلق واشاعة السفاهة واباحة اموال الناس، الاّ الامة التي امتزجت روحها بحقائق الاسلام واصبحت جزءاً من كيانها، تلك الامة التي تعتزّ بالاسلام مجداً لماضيها.
وسيوقف هذا التيار باذن الله قيام اهل الغيرة والحمية لهذه الامة ببث روح الحقائق القرآنية - الموغلة في عروق هذه الامة - وجعلها دستور حياتها بدلاً من نشر التربية المدنية الغربية.
اما التيار الثاني: فهو استمالة العدو مستعمراته في العالم الاسلامي وربطهم به رباطاً وثيقاً، وذلك بزعزعة ثقتهم بمكانة هذه البلاد ومنزلتها المركزية للعالم الاسلامي، بعد وصمها باللادينية والالحاد، والذي يفضي الى انفصام العلاقة المعنوية بينها وبين العالم الاسلامي، وقلب روح الاخوة التي يحملها العالم الاسلامي تجاه هذه الامة الى عداء.. وغيرها من امثال هذه الخطط الرهيبة التي حازوا بها شيئاً من النجاح لحد الآن. ولكن لو استرشد هذا التيار وبدّل خطته الرهيبة هذه وعامل الدين الاسلامي بالحسنى داخل البلاد، مثلما يلاطف العالم الاسلامى، فانه يغنم كثيراً ويكون ممن حافظ على انجازاته، وعندئذٍ تنجو الامة والبلاد من كارثة مدمرة.