منشأً لشجرة صنوبـر ضخمة. فالقدرة الإلهية تخلق تلك الشجرة العجيبة من تلك البذرة، وقد لا توجد للبذرة إلا حصة واحدة من مليون حصة من الخلق، حيث سطّر فيها قلمُ القدر فهرساً معنوياً لتلك الشجرة. فلو لم يُسـند الأمر إلى القدرة الإلهية للزم وجود مصانع تسع مدينة كاملة كي تتكون تلك الشجرة العجيبة بأغصانها المتشعبة.
وهكذا فإن إحدى دلائل عظمة الله وقدرته سبحانه هو أنه يخلق من شئ صغير جداً كالذرة، أشياء عظيمة عظمة الجبال. و بمثل هذا المثال أُعلن باقتناع تام وبخالص نيتي ولا أتكلف التواضع ونكران الذات، فأقول:
إن خدماتي وأحداث حياتي قد أصبحت في حكم بذرة، لكي تكون مبدأً لخدمة إيـمانية جليلة، قد منحت العناية الإلهية منها في هذا الزمان شجرة مثمرة برسائل النور النابعة من القرآن الكريم. فأُقسم لكم لتطمئنوا فأقول:
إنني ما كنت أجد في نفسي قابلية ولا مزيّة ولا أهلية فائقة لتلك الخوارق التي مرّت في حياتي، لذا كنت أتقلب في حيرة. بل ما أجد في نفسي كفاءة لتدبير أمورها وارتباطها بعلاقات بالمجتمع فكيف لها بدهاء خارق وولاية خارقة!
نعم لقد أظهرت حالاتٌ جلبت الأنظار إليّ، ولكنها كانت خارجة عن إرادتي واختياري، حتى بدت كأنها نوع من جلب الإعجاب، وما كانت إلاّ من قبيل عدم تكذيب حسن الظن الذي كان يحمله الناس نحوي.
ولكن لما كنت أجهل الحكمة في عدم كوني في الحقيقة على ما يظنه الناس بي، ولا أفيد شيئا للدنيا، وها قد أصبحتُ موضع توجه الناس بما يفوقني بألف مرتبة ومرتبة، لذا كنت أتلقى هذا الأمر باعتباره خلافاً للحقيقة كليا.
ولكن بفضل الله وكرمه، وألف حمد وشكر له، إذ قد أنعم عليّ فهم