السيرة الذاتية | الفصل الثالث | 519
(519-522)

الفصل الثالث
مع الزائرين
قاعدة تخص الزائرين:
ليكن معلوماً لدى الجميع، ان الذي يزورنا اما انه يأتي الينا لأجل امور تخص الحياة الدنيا. فذلك الباب مسدود.
او أنه يأتي الينا من حيث الحياة الآخرة. ففي تلك الجهة بابان: فاما انه يتصور انني رجل مبارك صاحب مقام عند الله ولأجل هذا يأتي الينا، هذا الباب ايضاً مسدود. إذ لا تعجبني نفسي ولا يعجبني من يعجب بي. فحمداً لله اجزل حمد إذ لم يجعلني راضياً عن نفسي.
أما الجهة الأخرى فهو يأتي الينا لكوني خادماً للقرآن ودلالاً له وداعياً اليه ليس إلاّ. فمرحباً واهلاً وسهلاً وعلى العين والرأس لمن يأتينا من هذا الباب.(1)
حديث الأستاذ مع الزائرين:
ارسل الأستاذ يوماً أحد طلابه إلى آنقرة لبعض شؤون الدعوة، ولما أطلع الطالب على اوضاع الناس هناك. قال في نفسه: هيهات! متى يستمع هؤلاء إلى حقائق النور، وكيف سيمزق ستار الغفلة الكثيفة! فاستولى عليه اليأس. وعندما رجع إلى الأستاذ خاطبه قائلاً:
ان وظيفتنا الخدمة، اما التوفيق وإفهام الناس فهو يخص الله سبحانه. ونحن مكلفون بأداء مهمتنا. فلا داعي لليأس. فلا أهمية للكثرة بل الأهمية في النوعية. فربّ طالب مخلص مضحٍ خير من ألف من غيره.. وهكذا ازال يأسه.
كان الأستاذ يتجول ايام الربيع والصيف -ونادراً في الشتاء- في ضواحي (اميرداغ) مشياً على الاقدام واحياناً يخرج للتجوال بعربة يجرها الحصان. ويدفع اجرة العربة ويقول: انا مضطر إلى دفع الاجرة فإن لقمة طعام هدية بدون ثمن تمرضني.
وعندما كان يتفسح في الوديان والغابات وحيداً كان الجندرمة يتعقبونه دائماً. فيجلس في مواضع متعدده لتصحيح الرسائل او للتأمل

------------------

(1) المكتوبات/442

لايوجد صوت