السيرة الذاتية | تقديم الأخ الفاضل مصطفى صونطور | 1
(1-13)
تقديم الأخ الفاضل مصطفى صونطور
مَن بديع الزمان سعيد النورسى الذي انتشرت دعوته في أنحاء العالم برسائله المسماة (برسائل النور) والبالغة أكثر من مائة وثلاثين رسالة، وبجماعته (طلاب النور) الذين يتدارسون هذه الرسائل وينشرونها في آفاق الأرض فتُقرأ في تركيا، في مدنها كلها بل في أقضيتها وقراها، كما تُقرأ في أنحاء شتى من العالم الإسلامي والإنساني. فأحيا -في هذا العصر- روح طلب العلم من خلال التزود من دروس علمية إيمانية في ميدان واسع سعة العالم، حيث تُرجمت هذه الرسائل الى مختلف لغات العالم علاوة على ترجمتها الى اللغة العربية وتناولها الناس بلهفة بالغة حتى وصلت الى مناطق قصيّة من آسيا الوسطى وروسيا، فأصبحت وسيلة لإخراج ما لا يعد ولا يحصى من الناس، من الظلمات الى النور، ومن الكفر الى الإيمان، ومن الضلالة الى الهداية، و وهبت لهم سعادة أبدية خالدة.. وهكذا تزداد بفضل الله سعة دائرة هذه الدعوة الإيمانية يوماً بعد يوم.
فمَن هذا النورسى، وكيف كانت حياته، وما دعوته، وما آثاره ومؤلفاته، وما هدفه ومقصده..؟ إن الكتب المؤلفة حول حياته الحافلة بالأحداث، تجيب عن هذه الأسئلة جميعها. وإن كتاب (تاريخ حياة بديع الزمان سعيد النورسى) الذي أعدّه طلابه الذين كانوا في صحبته ويعاونونه في أموره، والذي أقرّه بعد تصحيحه وتشذيبه، منتشر في أوساط الناس ومتداول بين أيديهم وقد أضاف إليه المؤلف نفسه أجزاءً من رسالة (الآية الكبرى) ورسالة (المناجاة) وأجزاء من رسائل أخرى كثيرة وأوضح في مكاتيبه أن هذا الكتاب بقيمة عشرين مجموعة من (رسائل النور)، وهو الآن في طور الترجمة الى اللغة العربية كما أن قسما كبيرا منه ترجم الى اللغة الإنكليزية.
والآن يقدم المترجم المحترم إحسان قاسم الصالحي هذه (السيرة الذاتية) بأسلوب متميز وبمنهج أصيل حقا، وذلك لقيامه بجمع المتون الأصلية من كلام الأستاذ نفسه والمستخلصة من كليات (رسائل النور) كلها ومن (تاريخ حياة الاستاذ). وبهذا تحرز هذه (السيرة الذاتية) أهمية بالغة وتضفي رونقاً جديداً وجمالاً آخر الى بحث تاريخ
لايوجد صوت