السيرة الذاتية | تقديم الأخ الفاضل مصطفى صونطور | 2
(1-13)
حياة الأستاذ.
|
ولابد أن نذكّر أننا لكي نستطيع أن نوفى التعبير عن اهمية (رسائل النور) ونقدرها حق قدرها، ينبغى التفكير في فترة تأليفها وكتابتها ونشرها أولاً.
بدأ تأليف (رسائل النور) بعد نفي الأستاذ النورسي من مدينة (وان) في شرقي الأناضول، الى (بارلا) في غربي الأناضول وذلك عقب حركة (الشيخ سعيد ثيران). هذه الفترة هي بداية تنفيذ إجراءات شديدة لاستبداد مطلق، دام ربع قرن من الزمان.
نعم إن المنظمات الإلحادية السرية كانت تستهدف إزالة الشعائر الإسلامية ورفعها الواحدة تلو الأخرى وطمس روح الإسلام في الأمة التركية التي رفعت راية الإسلام طوال ستة قرون بل منذ عهد العباسيين. ولتحقيق هدفهم هذا بدأوا بتنفيذ خطة (تنشئة جيل يقوم بنفسه بعد ثلاثين سنة بإزالة القرآن ونزعه من القلوب). وفعلاً بدأوا بتنفيذ خطتهم هذه ونجحوا في قطع روابط هذه الأمة بالإسلام وسعوا لها بشتى الوسائل.
فالقضية إذن ليست قضية جزئية موضعية، بل هي قضية كلية عامة شاملة تتعلق بإيمان الملايين من أبناء الجيل المقبل، وتتعلق بالحياة الأبدية لشعب كامل، شعب الأناضول حيث شهدت تلك الفترة تحولات رهيبة ودمارا فظيعا وعداء شرسا للإسلام والقرآن، ومسخا للتاريخ المجيد لهذه الأمة البطلة. حتى دفعت تلك المنظمات الإلحادية الجيل الناشئ - ولا سيما طلاب المدارس - الى نسيان ماضي أجدادهم الملئ بالجهاد في سبيل إعلاء كلمة الله، وذلك بكلام براق في الظاهر لكي يقطعوا صلتهم بالإسلام، حتى هيأوا جوا ملائما لإقرار نظام إلحادي سافر.
فينبغي إذن وضع تلك الأيام الحالكة القاسية الرهيبة نصب العين لدى دراسة دعوة الأستاذ النورسي وخدمته للقرآن والإيمان. ولعل بعض الإشارات الغيبية المتعلقة بالعنايات الإلهية التي رافقت دعوة (رسائل النور) والتوفيق الرباني الذي لازم مؤلفها ليست لسخص المؤلف بذاته وإنما لأهمية هذه الخدمة القرآنية في تلك الأوقات العصيبة.
ت
|
لايوجد صوت