السيرة الذاتية | تقديم الأخ الفاضل مصطفى صونطور | 3
(1-13)
وتعطي من النتائج ما لسنة من العمر بل العمر كله.
فمثلاً: إن الذي يستشهد في سبيل الله في دقيقة واحدة يفوز بمرتبة الأولياء وإن مرابطة ساعة واحدة في ثغر المسلمين عند اشتداد البرد وصولة الأعداء الرهيبة، قد تكون له من الأهمية ما لسنة من العبادة.
وهكذا الأمر في رسائل النور. إذ إن سبب الاهتمام الذي نالته (رسائل النور) نابع من أهمية الزمان نفسه.. من شدة الهدم الذي أحدثه هذا العصر في الشريعة المحمدية والشعائر الأحمدية.. ومن فتنة آخر الزمان الحالية التي استعاذت منها الأمة الإسلامية منذ القدم.. ومن زاوية إنقاذ إيمان المؤمنين من صولة تلك الفتن..
نعم لقد تزعزعت قلاع الإيمان التقليدية وتصدعت أمام هجمات هذا العصر الرهيب. ونأى الإيمان عن الناس وتستر بحجب وأستار. مما يستوجب على كل مؤمن أن يملك إيماناً تحقيقياً قوياً جداً كي يمكّنه من المقاومة والثبات وحده تجاه الضلالة المهاجمة هجوماً جماعياً.
(فرسائل النور) تؤدى هذه الوظيفة، وفي أحلك الحالات وأشدها رهبة، وفي أحوج الأوقات وأحرجها، فتؤدى خدماتها الإيمانية بأسلوب يفهمه الناس جميعاً. وأثبتت أعمق حقائق القرآن والأيمان وأخفاها ببراهين قوية، حتى أصبح كل طالب نور وفيّ صادق يحمل في قلبه الإيمان التحقيقي كأنه قطب مخفي من أقطاب الأولياء وركيزة معنوية للمؤمنين، وذلك لخدماته الإيمانية في القرية أو القصبة أو المدينة التي فيها. ورغم أهم غير معروفين وغير ظاهرين ولا يلتقيهم أحد فقد صار كل منهم بعقيدته المعنوية القوية كضباط شجاع في الجيش يبعث مدداً معنوياً الى قلوب أهل الإيمان فيبث فيهم وينفخ روح الحماس والشجاعة).
ويقول أيضا: (إن رسائل النور تفسير للقرآن الكريم وهى وثيقة الصلة به، ذلك الكتاب الجليل المرتبط بالعرش الأعظم، لذا لا تسري أخطائي وتقصيراتي الشخصية الى الرسائل).
إن هذه (السيرة الذاتية) المعدة من كلام الأستاذ النورسي إذ تقدم لأنظار القارئ الكريم سيرة حياة الأستاذ، تقدم في الوقت نفسه مسلكه ومشربه ومنهجه في الدعوة إلى القرآن والإيمان، كل ذلك من كلام الأستاذ نفسه. ونحن هنا نذكر بعض ما يتعلق بأسلوب دعوة الأستاذ ومنهجه أيضاً من خلال ما كان يتطرق إليه في أثناء الدروس النورية أيام حضورنا بقربه، وفي فترات انشغالنا بنشر الرسائل - بفضل الله - طوال السنوات العشر الأخيرة من حياته.

ث
ونؤكد فنقول: أن هناك الكثير مما سمعناه من الأستاذ كنا نكتمه لأنه يتعلق بنا أو بي خاصة، ولكن بعد مدة تبين أن تلك الأمور مذكورة أيضاً في الرسائل.. وكنت أحار من هذا كثيراً. وحتى أنني سألت السيد (محمد فيضي) الذي لازم الأستاذ في قسطوني

لايوجد صوت