السيرة الذاتية | الفصل الثالث | 521
(519-522)

البريئة تشعر بان رسائل النور اتت لاسعافهم وإمدادهم، وحيث انني ترجمان تلك الانوار فيبدون هذه المحبة والعلاقة الحميمة بغير اختيار منهم.
اما الشباب الذين كانوا يتناوبون عليه احياناً فكان يوصيهم بقراءة رسائل النور والحذر من مهالك ضياع الأخلاق في هدا العصر ولزوم اداء الصلوات. وبفضل الله فقد صحا الكثيرون من رقدتهم.
((كان الأستاذ يتكلم حسب المستويات سواء أكان المستمع من عوام الناس او من خواص العلماء، وكان يزوره احياناً أهل القرى او الرعاة فيتكلم معهم بنفس لغتهم ومستواهم وبنفس منكسرة متواضعة. فيصبح الزائر مسروراً وممتناً له. بينما اذا تكلم مع البروفسور تكلم عن علم الفلك او عن مساحة الكرة الأرضية او قطرها ويستنتجه بالارقام او يتكلم عن دوران الأرض حسب الدقائق والثواني ويحسب عدد قطرات الامطار التي تسقط على الأرض في الدقيقة الواحدة... الخ فكان العجب والحيرة يأخذان بالالباب من علمه الغزير بهذه المسائل.(1)
وعندما كان يتحدث إلى الموظفين والعمال -في أثناء تجواله- يلقى عليهم دروساً تناسب عملهم ويهتم كثيراً باداء الصلوات. ويقول لهم ان اعمالكم الدنيوية ايضاً تكون اعمالاً مثابة عليها ما اديتم الصلوات.ومعلوم مدى الشوق والحرص على العمل فيما اذا فكر الإنسان بأن عمله وجهده يحسب له ثواباً في الآخرة بإقامة الصلاة. وفي الحقيقة ان هذه التوصية مرشدة جميع الموظفين والعاملين والتجار واصحاب المهن والحرف؛ نورد هنا نماذج منها:
كنا مع الأستاذ في فندق (يلدز) في (اسكي شهر) فقال لزائريه من عمال معمل السكر ورؤسائهم: ان جميع اعمالكم في العمل ستكون بحكم العبادة ما أديتم الفرائض. لانكم تؤدون للامة خدمة مهمة في سد حاجة ضرورية للناس.
--------------------

(1) Son Şahitler 3/ 103. من بيرام يوكسل

لايوجد صوت