السيرة الذاتية | الفصل السابع | 357
(329-358)

لا تقلقوا يا اخوتي ستسطع تلك الأنوار.(1)
تكاتفوا تعاونوا:
”اخوتي الأعزاء!
عندما كنت اقرأ ورداً عظيماً في هذا اليوم، يوم الجمعة، وردتم بخاطري وقلتم بلسان الحال: (ماذا سنعمل لننجو من هذا البلاء؟)، فورد إلى قلبي ما يلي:
تكاتفوا، تعاونوا، يداً بيد في تساند رصين، لان تحرز البعض من الآخر وتجنبه عن (رسائل النور) وعني، وردّه الأنوار ورفضه لها، والتزلف للقوى الخفية التي تريد ازهاقنا.. لا يأتي بشئ سوى الضرر.
فأنا أطمئنكم يا اخوتي: انه لو كنت اعلم ان تبرئتكم مني تنجيكم من البلاء لكنت اسمح لكم بتحقيري وإهانتي واغتيابي، أصفحها لكم. ولكن القوة الخفية التي تريد سحقنا تعرفكم جيداً ولا تنخدع بمثل هذه الأمور بل تتشجع بسحق اكثر كلما رأت ضعفكم وانسحابكم من الميدان، ثم ان مسلكنا هو الخلة والاخوة فلا سبيل فيه للأثرة وحب الذات والحسد. فعليكم النظر إلى مزايا (رسائل النور)، وليس إلى نقائص وتقصيرات كثيرة لشخص ضعيف مثلي“(2)
مجالسة الإخوان:
ان لقاء الأصدقاء ومجالسة الإخوان منبعٌ ثرٌ للسلوان، لما يعاني منه الإنسان من سرعة تبدل هذه الحياة الدنيا، ومن زوالها وفسادها، ومن فنائها وفناء متعها التي لا تجدي شيئاً، ومن صفعات الفراق والافتراق التي تنزلها بالإنسان..
نعم! قد يقطع إنسان مسافة عشرين يوماً ويصرف مائة ليرة لاجل لقاء أخيه لساعات معدودة.
ففي هذا الزمان العجيب الذي قلما يوجد فيه صديق صدوق، لا تعد هذه المشقات والمصاعب التي نزلت بنا مع ضياع الأموال ذات أهمية تذكر ازاء رؤية أربعين او خمسين من الأصدقاء الصادقين والاخوة المخلصين دفعة واحدة طوال شهرين من الزمان، ومجالستهم ومحاورتهم في سبيل الله، والتسلي بهم وتسليتهم تسلية حقيقية. فأنا شخصياً كنت أرضى بهذه المصاعب والمشقات رجاء رؤية واحد من اخوتي هنا فحسب بعد فراقي عنهم عشر سنوات.
------------------------

(1) الشعاعات/ 363
(2) T. Hayat, Denizli hayatı

لايوجد صوت