السيرة الذاتية | الفصل التاسع | 387
(385-440)

وفي هذه الأثناء تولى سلطة البلاد الحزب الديمقراطي واعلن العفو العام واُغلقت القضية لانها ضمن شمولية قانون العفو العام.(3) ولكن هيئة المحكمة لم تبرئ ساحة (رسائل النور) بل استمرت في قرارها حول مصادرتها فقررت المصادرة مرتين ، لكن محكمة التمييز نقضت القرارين معاً. ثم اضطرت محكمة افيون إلى إقرار براءة (رسائل النور) وعدم مصادرتها. ولكن هذه المرة نقضت محكمة التمييز قرار محكمة آفيون لنقص في الأصول الرسمية وطلبت تدقيق رئاسة الشؤون الدينية للرسائل فقدّمت الرئاسة تقريراً ايجابياً بحقها .واستمرت المكاتبات الرسمية حتى سنة 1956فقررت محكمة افيون بالإجماع براءة (رسائل النور) استناداً إلى تقرير الخبراء المذكور. واصبح هذا القرار قراراً نهائياً قاطعاً. وبعد هذا القرار اصبح طبع (رسائل النور) مسموحاً به في كل مكان.
ولقد عانى الأستاذ النورسي في سجن افيون معاناة تفوق بكثير عما كان عليه في سجن دنيزلي، بل ان يوماً من سجن افيون يفوق شهراً من سجن دنيزلي من العذاب، إذ قاسى من اثر التسميم(1) ما قاسى حتى انقطع عن تناول الغذاء لأيام عدة، وكان وحيداً في ردهة كبيرة تسع ستين شخصاً في جو شديد البرد، ولم يسمحوا لأحد ان يخدمه او يعاونه وهو الشيخ الكبير. انهم كانوا ينتظرون اجله على هذه الصورة..))(2)
فبينما كنت أتقلب من شدة الحمّى المتولدة من البرد، أتململ من حالتي النفسية المتضايقة جداً، انكشفت في قلبي حقيقة عناية إلهية، ونُبّهت إلى ما يأتي:
إنك قد أطلقت على السجن اسم (المدرسة اليوسفية)، وقد وهب لك (سجن دنيزلى) من النتائج والفوائد أضعاف أضعاف ما أذاقكم من

----------------------

(3) واُخلي سبيلهم في 20/ 9/ 1949
(1) تكررت حادثة التسميم 3 مرات في سجن افيون وبهذا يبلغ عدد تسميم الأستاذ الى هذه الفترة 14 مرة.
(2) T.H.Afyon Hayatı

لايوجد صوت