ان دخولكم هذا الامتحان القاسي، وتمييزكم الدقيق في المحك مرات عدة ليخلص الذهب عن النحاس، واختباركم من كل جانب وناحية بتجارب ظالمة لمعرفة مدى بقاء حظوظ نفوسكم الأمارة ودسائسها ومن ثم تمحيصكم بثلاث ممحصات، كان ضرورياً جداً لخدمتكم التي هي خالصة لوجه الحق والحقيقة، لذا سمح القدر الالهي والعناية الربانية به، لان الإعلان عن هذه الخدمة السامية، في ميدان امتحان كهذا، تجاه معارضين عنيدين ظلمة يتشبثون بأتفه حجة.. جعل الناس يفهمون: ان هذه الخدمة القرآنية نابعة من الحق والحقيقة مباشرة، ولا تداخلها حيلة ولا خداع ولا أنانية ولا غرور، ولا غرض شخصي ولا منافع دنيوية واخروية، إذ ما كان عوام المؤمنين يثقون بها لولا هذا الامتحان، حيث كان لسان حالهم يقول: ربما يقولون ليغرروا بنا ويخدعوننا. ويرتاب خواص المؤمنين ويقولون: ربما يعملون هكذا وصولاً إلى مقامات معينة، وكسباً لثقة الناس بهم ونيلاً للاعجاب، كما يفعله بعض أهل المقامات المعنوية. وعندئذ لا يثقون بالخدمة. ولكن بعد الابتلاء، اضطر حتى اعتى عنيد مرتاب إلى التسليم بالأمر. لذا ان كانت مشقتكم واحدة فان ربحكم ألف ان شاء الله.(1)
سلوان ذو حقيقة يزيل مصائبي المضجرة:
الأول: تحوّل المشقات إلى رحمات ومسرات.
الثاني: الانشراح النابع من الرضى والتسليم لعدالة القدر الإلهي.
الثالث: السرور الناشئ من رعاية العناية الإلهية الخاصة بطلاب النور.
الرابع: اللذة الناشئة من زوال المصيبة التي هي عابرة.
الخامس: الأثوبة العظيمة.
السادس: عدم التدخل في مشيئة الله.
السابع: حصول أخف الجراحات واقل المشقات عند أشد الهجوم شراسة.
الثامن: تضاؤل المصيبة بدرجات كثيرة بالنسبة للمبتلين الآخرين
------------------
(1) الشعاعات/569