ان هؤلاء الافاضل اصدقاؤك وزملاؤك في المدرسة الشرعية، وفي مقدمتهم السيد احمد حمدي، قد هوّنوا الخطر الداهم -على الإسلام- إلى الربع. وذلك بصرفهم قسماً من الوظيفة العلمية -حسب المستطاع- من امام التخريبات الرهيبة العنيفة، حفاظاً على المقدسات، متبعين الدستور الشرعي (اهون الشرين) وسيكون عملهم هذا -ان شاء الله- كفارة لبعض نقائصهم وتقصيراتهم التي اضطروا اليها.
فبدأت من ذلك الوقت انظر اليكم وإلى امثالكم نظرة اخوة حقيقية -كالسابق- فأنتم اخوتي في المدرسة الشرعية وزملائي في الدراسة.
وحيث انني كنت اترقب وفاتي من وراء تسميمي هذا،(1) عزمت على تقديم مجموعة كاملة اليكم قبل ثلاث سنوات آملاً ان تكونوا الصاحب الحقيقي لـ(رسائل النور) وحاميها بدلاً عني. غير ان المجموعة ليست مصححة ولا كاملة، الاّ انني قمت بشئ من التصحيح لمجموعة كاملة اكثر اجزائها استنسخها- قبل خمس عشرة سنة - ثلاثة طلاب لـ(رسائل النور) لهم شأنهم..
فما كنت اعطي هذه المجموعة النفيسة إلى غيرك، حيث ان كتابتها من قبل هؤلاء الثلاثة الاعزاء جعلتْ قيمتها تعادل عشر مجموعات كاملة. ومقابل هذا فان ثمنها المعنوي ثلاثة امور:
الأول: استنساخ ثلاثين نسخة تقريباً من كل منها (بالرونيو) بالحروف القديمة ان امكن، والاّ فبالحروف الجديدة، وتوزيعها على شُعب رئاسة الشؤون الدينية في البلاد. بشرط ان يكون أحد اخواننا الخواص مُعيناً على اجراء التصحيح وقائماً بأمره. لان نشر امثال هذه المؤلفات من مهمة رئاسة الشؤونة الدينية.
الثاني: لما كانت (رسائل النور) بضاعة المدرسة الشرعية وملكها، وانتم أساس المدرسة الشرعية ورؤساؤها وطلابها، فالرسائل اذاً ملككم الحقيقي. فانشروا ما ترتأون منها واجّلوا الأخرى!
الثالث: ليُطبع المصحف الشريف الذي يبين التوافقات في لفظ الجلالة، بالصورة الفوطوغرافية لتشاهد لمعة الاعجاز في التوافقات.
---------------------
(1) وهذه المرة هي الخامسة عشرة من التسميم، وبعد ان شافاه الله منه قام بترجمة الخطبة الشامية من العربية الى اللغة التركية مع اضافات عليها. (ب3/1412).