ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الخامس | 116
(110-138)

للدستور الإلهي:
﴿قُل لا يَعلَمُ مَن في السّمواتِ والارضِ الغيبَ إلاّ الله﴾(النمل: 65).
بل حتى البشارات التي وردت في حق رسولنا الكريم y في التوراة والانجيل والزبور، قد جاءت بشئ من الابهام وعدم التصريح، مما حدا بأناس من اهل تلك الكتب ان يؤولوا تلك الاشارات فلم ينعموا بالايمان بالرسول الكريم y.
اما المسائل التي هي ضمن العقائد الايمانية فبمقتضى حكمة التكليف بحاجة الى تبليغ أمين ووضوح تام وصراحة كاملة وتكرار، لذا فصَّل القرآن الكريم ومبلغه الأمين y وبينا بياناً وافياً امور الآخرة، في حين انهما ذكرا الحوادث الدنيوية المستقبلية ذكراً مجملاً.
 النقطة الخامسة:
لقد رويت الامور الخارقة - فوق المعتادة - التي تخص عصر (الدجالين) - أي دجال المسلمين والدجال الاكبر - مقرونة بذكرهما، فتوهمت كأنها ستصدر من شخصيهما بالذات وفهمت هكذا. لذا اصبحت تلك الروايات من المتشابهات، لاحتجاب المعنى.
فمثلا: تجوله بالطائرة والقطار..
ومثلا: قد اشتهر: ان الشيطان الذي يخدم دجال المسلمين سيصيح حين موته عند (ديكيلى طاش(1) في استانبول) صيحة يسمعها الناس كلهم بـ(أنه مات)، اي سيعلن عنه بالراديو، اعلاناً عجيباً تتحير منه الشياطين أنفسهم. ثم ان الاحوال الرهيبة والاجراءات المدهشة التي تخص حكم الدجال ونظامه ومنظماته وحكومته، قد رويت مقرونة مع شخصه، وكأنها ذات علاقة معه بالذات، لذا خفي المعنى واستتر.
فمثلا: هنالك رواية بهذا المعنى: انه يملك من القوة والدوام ما لا يمكن ان يقتله الا سيدنا عيسى عليه السلام والا فلا سبيل لقتله(1).
وهذا يعني: ان الذي يدمر منهجه ونظامه الشرس الرهيب

(1) ديكيلى طاش: منطقة فى استانبول كانت فيها اذاعتها - المترجم.
(1) انظر هامش المسألة الثالثة عشرة - المترجم.

لايوجد صوت