ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الخامس | 117
(110-138)

ويقضي عليه قضاء نهائياً ليس الا ديناً سماوياً رفيعاً يظهر في العيسويين، فيقتدي بحقائق القرآن، ويتحد معها، فهذا الدين العيسوي هو الذي يمحو بنزول عيسى عليه السلام ذلك المنهج الالحادي فيقضي عليه قضاء تاماً. والاّ فان شخص ذلك الدجال يمكن ان يُقتَل بجرثومة أو بمرض بسيط كالزكام.
ثم ان قسماً من تفسير بعض الرواة وحكمهم - النابع من اجتهاداتهم الشخصية، التي تحتمل الخطأ - قد اختلط مع متن الحديث النبوي، فيشتبه أنه منه، وعند ذاك يحتجب المعنى ويختفي، اذ لاتظهر مطابقة الحديث مع الواقع، فيدخل ضمن حكم المتشابه.
ثم ان الشخص المعنوي للجماعة وللمجتمع لم يكن واضحاً في السابق، كما هو في الوقت الحاضر، اذ كان الفكر الانفرادي والاهتمام بالفرد هو الغالب؛ لذا اسندت الاجراءات الضخمة للجماعة وصفاتها العظيمة الى الذين يترأسون تلك الجماعة، ومن هنا صُوّر اولئك الرؤساء تصويراً عجيباً بأنهم يملكون صفات كلية خارقة، واجساماً ضخمة هائلة تفوق مائة ضعف عما هم عليه، وان لهم قوة وقدرة خارقتين، لكي تلائم تلك الاجراءات المهولة. والحال ان هذا التصوير لايطابق الواقع. لذا أصبحت تلك الرواية متشابهة.
ثم، انه على الرغم من التباين بين صفات (الدجالين) واختلاف حالتيهما، يلتبس الامر في تلك الروايات التي وردت بصورتها المطلقة، فيظن هذا ذاك.
ثم ان أحوال (المهدي الكبير) لاتطابق احوال المهديين السابقين له، في الروايات التي تشير اليهم، فتصبح تلك الروايات في حكم المتشابه.
ان الامام علياً رضي الله عنه يذكر (دجال المسلمين) فقط.
انتهت المقدمة.. فنبدأ بالمسائل.
* * *
من بين مئات الامثلة الدالة على الحوادث الغيبية سيبين - في الوقت الحاضر - بعناية الله وتوفيقه ثلاث وعشرون مسألة - بياناً مختصراً جداً - تلك المسائل التي دأب الملحدون على اشاعتها بغية افساد عقائد عوام المسلمين.

لايوجد صوت