الاصدقاء الذين لا يحصيهم العد سيحيون فجأةً ويقولون بلسان حالهم: نحن لم نمت.. ولم نفنَ..! وحينئدٍ تنقلب تلك الحالة الجهنمية الى لذائذ فيحاء وروضة غناء.
فما دامت الحقيقية هي هذه، فانني اذكّركم بالآتي:
لا تبارزوا رسائل النور المستندة الى القرآن الكريم فانها لا تُغلب. وإلاّ سيكون امر هذه البلاد مؤسفاً اذا ما حاول احد طمس نورها(1) وسوف تذهب الى مكان آخر، وتنور ايضاً.
ألا فلتعلموا جيداً بأنه لو كان لي من الرؤوس بعدد ما في رأسي من الشعر، وفُصل كل يوم واحد منها عن جسدي، فلن احني هذا الرأس الذي نذرته للحقائق القرآنية أمام الزندقة والكفر المطلق، ولن اتخلى بحال من الاحوال عن هذه الخدمة الايمانية النورية، ولا يسعني التخلي عنها.
لا شك انه لا ينظر الى نقائص تقع في إفادة معتكف منذ عشرين سنة، ولا يقال أنه خرج عن الصدد، ذلك لأنه يدافع عن رسائل النور، اذ ما دامت محكمة (أسكي شهر) لم تجد غير مادة أو مادتين لرسالة أورسالتين من بين مائة من الرسائل السرية الخاصة والعلنية العامة، اثناء اجراء التدقيق عليها خلال اربعة أشهر، علماً ان المادتين توجبان عقاباً خفيفاً، حتى ان المحكمة حكمت بالسجن لمدة ستة اشهر على خمسة عشر من المتهمين البالغ عددهم مائة وعشرين شخصاً، ونحن بدورنا قضينا هذا العقاب..
وما دامت جميع اجزاء رسائل النور قد اصبحت في متناول المسؤولين - قبل سنوات - واعيدت الى اصحابها بعد اجراء التدقيق عليها خلال شهور عدة..
وما دامت لم تظهر اية امارة تمس العدلية والأمن طوال ثماني سنوات في (قسطموني) رغم التحريات الدقيقة..
(1) ولعل الزلازل العنيفة التي حدثت اثناء المبارزة تثبت صدق حكم: سيكون أمر هذا البلاد مؤسفاً.- المؤلف.