ثم ان ردّ شئ ما ورفضه يخالف تماماً عدم قبوله قبولاً علمياً ويباين كلياً عدم العمل به. فتلك الرسالة لا تقبل علمياً النظام الذي سيأتي في المستقبل القريب، بل ترفضه، وهذا لا يشكل ذنباً. ولا نجد احتمال وجود ذنب بمثل هذا في قوانين العدالة في العالم كله.
حاصل الكلام: ان الكفر المطلق يبيد الحياة الابدية ويحول الحياة الدنيوية الى سّم زعاف ويمحي لذتها ومتعها.. فرسائل النور منذ ثلاثين سنة تقطع دابر هذا الكفر. وقد حازت التوفيق في دحرها المفهوم الكفري الرهيب الذي يحمله الماديون الطبيعيون، وتثبت ببراهين ساطعة دساتير سعادة هذه الامة في حياتيها، وتستند الى حقيقة القرآن السامية. فرسائل هذا شأنها لوكانت لها ألف نقص ونقص - وليست مسألة او مسألتين - تترجح حسناتها التي تفوق الالوف على نقائصها بل تذهبها. نحن ندّعي هذا ومستعدون للاثبات.
السؤال الثالث:
من المعلوم انه لو شوهدت خمس كلمات غير مستساغة قانوناً في مكتوب يحمل عشرين كلمة فان تلك الكلمات الخمس تحذف ويُسمح للاخريات. ولقد تُوهّم في خمس عشرة كلمة وهماً ظاهرياً على انها تحمل ذنباً، وذلك في محكمة (اسكي شهر) بعد اجراء التدقيق عليها لمدة اربعة اشهر. ولم تجد هيئة الوكلاء في مجموعة (ذوالفقار) البالغة اربعمائة صفحة ما يخالف القانون الحالي سوى صفحتين فقط، لا تلائمان القوانين الحاضرة. علماً ان الصفحتين لم تتعرضا الاّ لتفسير آيتين كريمتين كتب قبل ثلاثين سنة، وان خبراء (دنيزلي) و (آنقرة) لم يجدوا الاّ خمسة عشر سهواً في رسائل النور، التي اصبحت وسيلة لاصلاح مئات الالوف من الناس الى الآن، وحققت للبلاد والامة الفاً من المنافع..
ثم ان اخذ عائلة (ضالشقان) الى التوقيف في موسم العمل هذا وفي عز الشتاء القارس مع ايّ مبدأ يتلائم من مبادئ الجمهورية؟ وايّ قانون من قوانينها يجيزه؟ علماً بان كل ما قامت به هذه العائلة