ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الرابع عشر | 474
(459-713)

الى السادة رئيس محكمة افيون والمدعي العام والاعضاء

اقدم لكم هنا نص الدفاع الذي كنت قد قدمته الى المراجع العدلية في (دنيزلي) والذي اشتمل على تسعة اسس.
انني - كما تعلمون - شخص قد ترك الحياة الاجتماعية ولاسيما الحياة الرسمية والسياسية التي لها نواح دقيقة. لذا فانني لا اعلم ما يجب عليّ عمله حيالها، ولا افكر في ذلك، اذ ان التفكير فيه يؤلمني ألماً شديداً، ولكني مضطر الى ان ادرج دفاعي هذا لانني تعرضت في محكمة سابقة الى اسئلة متكررة عديدة لا داعي لها من شخص لايتصف بالانصاف، وهذا الدفاع (الذي يعد بمثابة خاتمة للاجوبة التي قدمتها آنذاك) قد يخرج احياناً عن الصدد، وقد يكون فيه تكرار لالزوم له، وقد يخلو من النظام والاتساق، وقد يحوي على عبارات عنيفة يمكن ان تستغل ضدي، او جملاً تخالف بعض القوانين الجديدة التي لااعرفها، ولكن مادام هذا الدفاع يتوجه نحو الحقيقة ويستهدفها لذا يمكن التجاوز عن جوانب القصور هذه من اجل الحقيقة. ان دفاعي كان يستند الى تسعة اسس:
الاول:
مادامت حكومة الجمهورية لاتتعرض لاهل الالحاد ولاهل السفاهة وذلك تحت شعار حرية الوجدان السارية في الجمهورية، لذا فان عليها - من باب اولى - الاّ تتعرض لأهل الدين ولاهل التقوى.. ومادامت أية امة لاتستطيع العيش دون دين، خاصة اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان امم قارة اسيا لاتشبه امم اوروبا من ناحية الدين، وان الاسلام لايشبه النصرانية من زاوية الحياة الشخصية والحياة الاخروية فالمسلم الملحد لايشبه الملاحدة الآخرين. لذا اصبح هذا الدين حاجة فطرية في اعماق هذه الامة التي نورت ارجاء الدنيا منذ الف عام بدينها وبدفاعها البطولي عن تمسكها بهذا الدين تجاه جميع غارات العالم وهجومه عليه. وليس هناك اي تقدم واية مدنية تستطيع

لايوجد صوت