العام في المحكمة السابقة حول ماجاء في (الشعاع الخامس) . ولم يكن هذا المدعي يستند الى مادة في القانون، بل الى حب وتعصب لشخص ميت.
اولاً: لقد كنا نحتفظ بـ (الشعاع الخامس) بشكل سري قبل ان تقع هذه الرسالة في يد الحكومة، ورغم التحريات التي اجريت لم تعثر الحكومة عندي على نسخة منها. ولم تكن غاية هذه الرسالة الاّ انقاذ ايمان العوام وازالة شبههم وانقاذهم من رد وانكار بعض الاحاديث المتشابهة. ولم تلتفت هذه الرسالة الى شؤون الدنيا الاّ بالدرجة الثالثة او الرابعة وكشئ عرضي. علماً بان ما اخبرته كان صحيحاً ولم تتعرض لاهل السياسة ولاهل الدنيا ولم تخاصمهم او تبارزهم، بل اكتفت بسوق الاخبار دون ان تعيّن الاشخاص او ان تسمي المسميات، بل تبين حقيقة حديث نبوي بشكل كلي وعام. ولكنهم قاموا بتطبيق هذه الحقيقة على شخص مدهش عاش في هذا العصر فانطبقت عليه تماماً، لذا فقد اظهروا اعتراضهم لانهم حسبوا ان هذه الرسالة أُلفت في هذه السنوات، علماً بان تاريخ هذه الرسالة اقدم من تاريخ انتسابي الى (دار الحكمة الاسلامية) ولكنها نسّقت فيما بعد ودخلت ضمن رسائل النور، واليكم التفاصيل:
قدمت الى استانبول قبل اربعين سنة، اي قبل عام واحد فقط من اعلان الحرية(1)، وكان القائد الياباني العام آنذاك قد وجّه الى علماء الاسلام بعض الاسئلة الدينية، فتوجه علماء استانبول بهذه الاسئلة اليّ كما طرحوا عليّ اسئلة اخرى عديدة بهذه المناسبة، ومن ضمن هذه الاسئلة ماورد في احد الاحاديث الشريفة انه:
(يصبح شخص رهيب في آخر الزمان وقد كتب على جبينه: هذا كافر) فقلت:
(1) اعلان الحرية: المقصود منه الاعلان الثانى للدستور، اى المشروطية الثانية وتم ذلك سنة 1908 من قبل السلطان عبد الحميد الثانى. - المترجم.