الحلول محل تعلم الصلاح والدين وحقائق الايمان في نفس هذه الامة.. لاتستطيع ان تحل محله ولا ان تنسيها اياه: اذن فان على اية حكومة تحكم امة هذا الوطن وتأخذ العدالة والأمن بنظر الاعتبار ألا تتعرض لرسائل النور، ويجب الاّ يسوقها احد الى ذلك.
الاساس الثاني:
هناك فرق كبير بين ان ترفض وترد شيئاً ما وبين الاّ تعمل بذلك الشئ. ففي كل حكومة هناك جماعة معارضة لها بشدة، فقد يكون هناك جماعة مسلمون تحت حكم مجوسي، وقد يكون هناك يهود او نصارى تحت حكم اسلامي كما في عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه ومع ذلك تصان الحرية الشخصية لمن لايخل بالامن ولايتعرض لادارة الحكومة، فالحكومات يهمها الظاهر ولاتنقب ما في داخل القلوب. علماً بان اي شخص يروم التعرض للامن وللسياسة ولادارة الدولة لابد ان يطالع الجرائد ويتتبع ما يجري في الدنيا من احداث لكي يحيط علماً بالتيارات وبالاوضاع المساعدة لها، لكي لايخطأ في تصرفه ولاتزل قدمه. اما رسائل النور فقد منعت طلابها عن هذا منعاً باتاً، حتى ان اصدقائي المقربين يعلمون بانني ومنذ خمس وعشرين سنة تركت الجرائد ولم اسأل ولم استفسر عن اية جريدة ولم يكن لدي فضول او رغبة فيها فضلا عن قراءتها. واما الآن فلا اعرف (ومنذ عشر سنوات) اي شئ عن اخبار العالم واوضاعها سوى عن هزيمة الالمان وانتصار البلاشفة.. الى هذه الدرجة منعتنى رسائل النور وابعدتني عن الحياة الاجتماعية. اذن فمن المفروض ومن الواجب ان تمنع حكمة الحكومة وقانون السياسة ودستور العدالة التعرض لي او لاخواني من امثالي، وكل من يتعرض لايفعل ذلك الاّ تحت تأثير اوهامه او احقاده او عناده.
الاساس الثالث:
لقد اضطررت الى تقديم الشرح الطويل التالي جواباً على اعتراضات خاطئة لامعنى لها ولا ضرورة لها، التي قدمها المدعي